اقتنعت محطات التلفزيون بضرورة التصالح مع الإعلام الجديد، بدلا من التقليل من شأنه وترديد عبارة أن "الوسائل الجديدة لا تلغي القديمة"، ويستدلون على ذلك ببقاء الراديو بعد ظهور التلفزيون! وهذا لعمري تشبيه مع فارق كبير!
بدأت بعض القنوات في تقديم برامج وفقرات تستند على ما يطرح في الإنترنت، ومنها "ترند السعودية" على "إم. بي. سي"، وهو مهتم -بصفة أساسية- بإلقاء الضوء على الهاشتاقات التي تصل إلى ذروة التفاعل من طرف السعوديين في "تويتر"، العمل ما زال في طور النضوج، ولعل الشباب القائمين عليه يدركون أن نقل ما يدور في الإعلام الجديد عبر القنوات التلفزيونية غير كاف، مهما كان العرض شيقا، ولكن يمكن عدّ الهاشتاقات التي تصل إلى "ترند" مؤشرا على القضايا التي تهم المجتمع في اللحظة، والانطلاق منها إلى تناول هذه القضايا عبر أعمال تلفزيونية الطابع، مصنوعة بأعلى قدر من الجودة. وفي الحقيقة، فإن ظاهرة "الهاشتاق" تستحق العناية، فهو أصبح يشكل عناوين الصفحة الأولى، ولكن ليس ليوم أمس كما في الصحافة، وليس لأخبار الساعة كما في التلفاز، بل لأخبار اللحظة الجارية، هذا هو الفرق بين الإعلام القديم والجديد، إضافة إلى أن الأخير يقدم منتجا بلا كلفة تذكر، وينال ردود فعل فورية، إلى جانب حصة من الأرباح كما يحدث الآن مع شباب وشابات "سناب شات"، الذين أصبحوا لوحات إعلانية متحركة، العلاقة المستقبلية بين الإعلام الجديد والقديم لن تتمحور حول أن ينقل أحدهما ما يدور في الآخر، بل فيما يضيفه على منتج الآخر من خلال المزايا التي يتفرد بها.