تعيش مدن محافظتي المهرة وحضرموت الواقعتين شرق اليمن، حالة من الترقب، وسط استنفار شعبي ورسمي لمواجهة تداعيات الإعصار "تشابالا"، الذي يتوقع أن يبدأ ضرب سواحل جنوب الجزيرة العربية خلال الساعات القليلة المقبلة، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس هادي لتشكيل غرفة عمليات لمواجهة الأخطار المحتملة للإعصار. فيما أعلنت جامعة حضرموت تعليق الدراسة في كافة كلياتها حتى إشعار آخر.

وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية، في نشرة تحذيرية السكان والصيادين ومرتادي البحر من سوء الأحوال الجوية، حيث يصنف الإعصار ضمن الدرجة الثانية، وقد يتطور للدرجة الأولى وهو عبارة عن أمطار غزيرة، داعيا السكان إلى الابتعاد عن السواحل. بعد أظهرت صور الأقمار الصناعية أن العاصفة المدارية تحولت إلى إعصار مداري شديد للغاية مصحوب برياح شديدة قد تصل سرعتها إلى 143 كم في الساعة، وارتفاع الأمواج إلى سبعة أمتار. وأن التأثيرات الناتجة عن الإعصار ستتأثر بها سواحل محافظات شبوة وحضرموت وأيضا محافظة المهرة، التي ستكون في مركز الإعصار.


تنسيق الجهود

ودعت اللجنة التي شكلها الرئيس هادي وتضم عددا من الوزراء برئاسة وزير الداخلية، كافة المحافظين إلى تفعيل غرف العمليات والمشاركة فيها، والمساهمة في عملية الإجلاء والإيواء والإنقاذ عند الحاجة، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وتهيئة المعدات اللازمة والملاجئ الآمنة، حيث يتوقع أن يصل الإعصار اليوم إلى سواحل اليمن.

وفيما دعت السلطات المحلية في محافظة حضرموت السكان إلى أخذ الحيطة والحذر، أعلنت جامعة حضرموت تعليق الدراسة في كافة كلياتها، حتى إشعار آخر، فيما أعلنت اللجنة العليا للطوارئ بساحل حضرموت تعليق العملية الدراسية في كافة المدارس.


خطة استباقية

من جانبه، كشف مدير عام مكتب وزارة الصحة بساحل حضرموت، الدكتور رياض الجريري، عن خطة "استباقية" تم إعدادها لمواجهة تداعيات الإعصار، تشمل ضمان عدم انقطاع أو توقف الخدمة الصحية في مدن ساحل حضرموت جراء الإعصار. وأضاف في تصريح إلى "الوطن" "تم تقسيم مدينة المكلا إلى ثلاثة محاور، شرقية، ووسطى، وغربية، كل محور فيها يتمتع بخدمات طبية متكاملة. تشمل الأطباء الجراحين والمسعفين وأطقم الإخلاء والإنقاذ". وشدد على الحاجة الماسة لوجود مستشفى ميداني للمديريات الشرقية، التي ستتأثر بصورة أكبر جراء الإعصار. حيث تعاني هذه المديريات من عدم توفر الخدمات الصحية والطبية، ناهيك عن كونها تستقبل الحالات التي تصلها قادمة من محافظة المهرة التي سيضربها الإعصار بقوة لأنها ستكون مركزه.





جهود المجتمع المدني

وكانت المكلا قد شهدت عمليات تحضير وإعداد لمواجهة الإعصار، وقالت القيادية في المجتمع المدني، الأستاذة فائزة باني، إن العاصفة تمثل تحديا حقيقيا، خصوصا في ظل غياب مؤسسات الدولة وانهيارها، عقب سيطرة القاعدة على المدينة مطلع أبريل الماضي. مضيفة أن الفعاليات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني كانت أعدت فرقا طبية وتطوعية تسهم في تنفيذ عمليات الإخلاء والإسعاف، وكذلك عدد من سائقي المعدات الثقيلة لفتح الطرقات في حال انسدادها. بالإضافة إلى تجهيز فرق من الغطاسين الذين سينفذون عمليات إجلاء وإنقاذ المدنيين عند الضرورة.