ثلاثة لاعبين قرروا عدم الانصياع لطلب مباشر من رئيس اتحاد الكرة وخرجوا لقضاء ساعات الليل في كوالالمبور حتى عودتهم لمقر المنتخب بعد ست ساعات.
هذه العقلية الطفولية من هؤلاء اللاعبين وعدم احترامهم لبقية زملائهم وعدم قبولهم لأبسط قواعد الانضباط للاعب المحترف لا يعطي إلا دلالة واضحة أن احترافنا أعوج ولا يقوم على أسس متينة من أهمها فهم واستيعاب وتطبيق اللاعب لأنظمة الاحتراف وقواعد الالتزام.
زاد الطين بلة أن المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة عدنان المعيبد لوح للوسط الرياضي بأن هؤلاء المتجاوزين لن توقع عليهم أي عقوبات إيقاف أو حرمان من المنتخب، بل إن العقوبة لن تتجاوز الغرامة المالية وربما إنذار خطي معللا ذلك بعدم استلام اللاعبين للوائح الجديدة للمنتخب السعودي.
وكأنه يخبرنا أن تلك الوائح لن تكون سارية إلا باستلام اللاعبين لها وغير ذلك لا قيمة لها، فكيف يؤخذ علم المخالف على عقوبة ستقع عليه إن أخطأ؟ وهل هذه اللوائح تم اعتمادها من اتحاد الكرة ومن إدارة المنتخب أم لا؟
وإذا هي معتمدة فلماذا لا تطبق؟ وإذا لم تكن كذلك فلماذا ترمي التهمة على زكي الصالح وهي غير معتمدة؟
وسؤالي الآخر ألم تعدوا لائحة قبل سنة ووزعت على اللاعبين فلماذا لم تطبق؟ إلا إذا كانت عيوبها أكبر من محاسنها؟
ما يحدث في كرة القدم السعودية هو ضرب من عبث واجتهادات شخصية بعضها مخلص والآخر يأتي إما عن جهل أو بدافع ميول ومصالح وهذا ما جعلنا ندور في حلقة مفرغة لن نخرج منها إلا إذا أبعدنا منتسبي الأندية عن إدارة دفة الكرة السعودية لأنهم سيكونون مندوبين دائمين لأنديتهم ومراعين لمصالحها فقط.
ولا أرى مخرجا لأزمة كرتنا الإدارية إلا باستقطاب خبراء أجانب مع معاونين من الشباب السعودي المتخصصين أكاديميا بالجانب الرياضي لوضع أسس وقواعد وأنظمة ولوائح لا تكون مطاطة أو مبهمة بل يكفي الاطلاع عليها حتى تعرف ماذا سيكون عليه الوضع، غير ذلك فهو نفخ في كرة مشقوقة.