الأمر يتكرر دائما.. وليس هناك حل.. أو بشكل أدق: ليس هناك أحد لديه الرغبة في البحث عن الحل!
في حادثة تفجير مسجد الطوارئ في عسير قبل أسابيع قليلة تناقل الناس النداءات للتبرع بالدم.. أصبح الأمر كأنه نداء استغاثة.. بل هو استغاثة بالفعل!
أول من أمس، بعد سقوط الرافعة في الحرم المكي الشريف تكرر الأمر ذاته.. استغاثات في كل مكان للتبرع بالدم.. نداءات في مواقع التواصل.. "الدم الموجود لا يسد الحاجة.. المصابون في خطر".. هكذا، سيناريو وطلب نجدة يتكرر كل مرة.. ننتظر وقوع كارثة لنتحرك!
قبل ثلاث سنوات - تأملوا - نشرت صحيفة الاقتصادية حديثا مهما لمديرة بنوك الدم في المستشفيات الجامعية الدكتورة فرجة القحطاني، كشفت خلاله أن بلادنا تواجه نقصا حقيقيا وخطيرا في كميات الدم المتوافرة لدى بنوك الدم في عموم البلاد، وأن مشكلة نقص الدم في السعودية تعد قضية خطيرة وشائكة، يمكن أن تتسبب لاحقا في كارثة صحية، فالدم المتوافر لدى بنوك الدم في المملكة هو للاستخدام اليومي ولا يسد إلا الحاجات الآنية فقط"!
ما الذي حدث بعد ذلك.. لا شيء يستحق الذكر.. مر التحذير كأن لم يُقَل.. وما زلنا على حالنا، وما زالت بنوك الدم عند كل حادثة تمد ذراعها بحثا عن قطرة دم!
التبرع بالدم واجب إنساني.. أشعر بالحرج أمامكم حينما أقول ذلك.. لكن ما العمل طالما أكثر الناس غير متجاوبين مع حملات التبرع.. هل تلتزم وزارة الصحة الصمت إن لم يستشعروا ذلك؟! أليس هناك خطة وطنية شاملة لإلزامهم به.. بدلا من الاستغاثة وطلب النجدة كل مرة؟
أرجو صادقا هذا الصباح، من كل أمير منطقة، أن يطلب بيانا باحتياطي الدم الموجود في منطقته.. وأن يبادر بشكل شخصي، مع محافظيه، ومسؤولي منطقته، بالقيام بحملات تبرع بالدم.. ولا ينتظر أو ينظر إلى وزارة الصحة.. الوزارة يا أصحاب السمو تعاني فقرا شديدا في الدم.. وفاقد الشيء لا يعطيه!