عبدالجبار الجفيني
ترددت في الفترة الأخيرة أنباء عن نوايا جادة من أعضاء بمجلس الشورى، لطرح مقترح تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة أو وزارة.
السؤال: هل المسمى فقط هو من سيوجه اهتمام هذه الجهة إلى رعاية الشباب فعليا؟!
في الحقيقة ألاحظ كغيري من شباب هذا البلد اهتمام الرئاسة بشق الرياضة وإغفالها للمكون الذي أسست من أجله، وهو الشباب الذي يشكل بالمناسبة الغالبية الساحقة من الشعب السعودي بنسبة 70%، لكن للأسف دون أي استغلال إيجابي يذكر إلا ما ندر لهذه الغالبية بسبب تقصير الجهة التي كان من المفترض أن ترعاهم، هل حصرت الرئاسة النشاط الشبابي في الرياضة؟!
هل كل هذه النسبة الساحقة من الشباب رياضية للدرجة التي ملأت بها مدرجات ملاعب كرة القدم والطائرة واليد وكل الألعاب المختلفة الأخرى؟!
ظهرت حديثا بوادر جميلة من الرئاسة في الاهتمام بالأنشطة الشبابية خلال تفعيل خجول للمسرح، لكن كذلك لا يزال دورها دون المأمول، فضلا عن دور ما يعرف ببيوت الشباب، ويكفيك عن حديثي عنها أن تسأل أي شاب في أي منطقة عن بيت الشباب في منطقته سيجيبك بطبيعة الحال بعاميّته البسيطة "بيت الشباب؟! الظاهر والله مدري يمكن قدّام"، بينما لو سألته عن مقهى لتقديم المعسّل لأجابك بتوصيف يتفوق على خدمة تحديد المواقع GPS بدقته!
يجب على الرئاسة أو الوزارة أو الهيئة مستقبلا أن تبحث ما يحتاج إليه الشباب، وأن تعمل على إشغال أوقات فراغهم بما ينفعهم، وتتبنى كل مواهبهم المختلفة في شتى المجالات التي لم تجد من يتبناها، وأمامك وسائل التواصل الاجتماعي شاهدا للحضور الشبابي المميز في هذه الوسائل، لأنها للأسف الحضن الوحيد الذي يحوي هؤلاء الشباب.
نمتلك الممثل المبدع، والرسام الجميل، والشاعر الفذ، نمتلك ونمتلك ونمتلك من شباب هذا البلد المعطاء ذكورا وإناثا، لا يحتاجون إلى تعديل المسميات بل يحتاجون إلى من يرعى كلمة شباب، لا لمن يجزئها بإغفال جوانب والتركيز على جوانب لتصبح مجزأة شيئا فشيئا حتى لا يبقى منها سوى "حرف الباء" الذي قد يجزأ كذلك إذا استمر الوضع كما هو عليه.
لا نريد أن تختطف جهات أخرى هذه الثروة الهائلة، وتولد مأساة جديدة نحن في غنى عنها، وكلكم تتذكرون النشيد الشهير في حقبة التسعينات "مركزنا ينادي طلائع الشباب".