عندما ينعتك أحدهم بأنك "غشيم" فقطعا ستغضب، بل ستضع ذلك الشخص في القائمة السوداء الموجودة لديك مسبقا في اللا شعور! وقد تراودك فكرة الانتقام الفوري، فتتخيل بينك وبين نفسك أنك تسدد لذلك الشخص لكمة خطافية "تبرد حرتك"، وتنتقم لمشاعرك المجروحة!

تعددت المواقف وكلمة "غشيم" واحدة، فقد تقال لك من زوجتك أو من صديقك أو شقيقك أو حتى من أحد المراهقين الذين لم "يطلعوا من البيضة"، فما أسوأ حظك يا عزيزي، فقائمتك السوداء لن تتسع لكل هذه الأسماء! عندما تذهب إلى سوق الغنم معتمدا على ذكائك وفطنتك ثم ينتهي بك الأمر إلى أن "يضحك عليك" أحدهم ويبيع لك أسوأ خروف لديه، فلن تسلم قطعا من لسان زوجتك العزيزة، فهي غالبا ستقول لك في وجهك بأنك "غشيم"!

مع احترامي لمشاعرك المرهفة يا عزيزي، إلا أنك ستستمر في سماع هذه الكلمة مرارا وتكرارا، فعندما تقود سيارتك في وسط الزحام غارقا في أفكارك فتميل بسيارتك على السيارة المجاورة، فإنك حتما ستفاجأ بسائقها يفتح نافذة سيارته ويصرخ في وجهك بأعلى صوته "يا غشيم"، كما أنك حتما ستسمعها عندما تلعب "بلوت"، فهي هنا تأتيك بغتة، فعندما يشتاط منك "خويك" غضبا سينعتك بها بسرعة الصوت، فتنزل عليك كالصاعقة!

حسنا.. من حق أي إنسان أن يغضب من هذه الكلمة! ولكن لماذا كل هذا الغضب والحساسية الزائدة من هذه الكلمة تحديدا؟! هل لأننا نرى أننا لا نستحقها، أم هي مجرد مكابرة؟! هل لأننا فوق مستوى ارتكاب الأخطاء، أم أننا ندرك أننا أخطأنا ولكن كرامتنا لا تسمح بأن ينعتنا أحدهم بهذه الكلمة؟!

من جانب آخر، لماذا لا نتفهم موقف الطرف الآخر الذي نعتنا بها؟ فلربما نكون نستحقها فعلا! أليس أهون علينا أن يقولها أحدهم في حضورنا على أن يقولها في غيابنا؟! وربما أضاف إليها كلمة أخرى وهي "متعافي" لتصبح "غشيم ومتعافي"! أنا عن نفسي.. أفضّل أن يقال لي "يا غشيم" في حضوري على أن يقال عني في غيابي "غشيم ومتعافي"!