ثارت قبائل محافظة المحويت في وجه عناصر التمرد الحوثي، وطالبتها بمغادرة مراسم دفن أحد أبنائها، الذي قتل أثناء مشاركته في القتال إلى جانب الانقلابيين بمحافظة مأرب، بعد أن اتهمت الانقلابيين بالتسبب في مقتل العديد من أبنائها، عبر وضعهم في صفوف القتال الأمامية، وممارسة التمييز مع المقاتلين الآخرين، حيث لا يشارك أبناء بعض القبائل التي يزعم الحوثيون أنهم من الهاشميين إلا بصورة متقطعة، بينما يشارك أبناؤهم في كل المواجهات.

وكان المشيعون قد ثاروا في وجه ممثلي الحوثي الذين أتوا لحضور مراسم الدفن، ومزقوا شعارات الجماعة المتمردة، مما دفع قيادات التمرد لمغادرة المكان على الفور.


تمزيق شعار الصرخة

وقال شهود عيان إن والد المتوفى محمد راجح العلي، رفض وضع شعار الحوثيين على صور ابنه أثناء مراسم الدفن، وقام بتمزيقها، كما رفض شيوخ القبيلة محاولة حركة التمرد استغلال الجنازة سياسيا، وقاموا بطرد طاقم قناة المسيرة، الذين أرادوا تصوير التشييع. ما دفعهم للمغادرة بدورهم.

ولم يكتف مشايخ القبيلة بطرد الحوثيين، بل طالبوهم بسرعة سحب أبنائهم الذين لا زالوا يشاركون في جبهات القتال، وتوعدوهم برد قاس إذا لم يبادروا إلى تنفيذ هذا الطلب. وتعد قبيلة العلي إحدى أكبر القبائل بمحافظة المحويت، وتحرص جماعة الحوثيين على إرضائها وضمان ولائها وتأييدها.


ثورة القبائل

وكانت الكثير من القبائل قد ثارت في وجه قيادات التمرد، بعد تزايد أعداد القتلى وسط أبنائها، حيث رفضت قبيلة بني حشيش، التي تقطن شمال شرق صنعاء، مواصلة أفرادها القتال إلى جانب ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، بعد أن عادت مجموعة من السيارات أوائل الشهر الجاري، وهي محملة بجثث 150 من أبناء القبيلة، عقب مقتلهم بنيران الثوار خلال الاشتباكات التي تشهدها محافظة مأرب.

وأشار شهود عيان إلى أن العدد الكبير من القتلى أثار حفيظة مشايخ واعيان القبيلة، الذين لم يستطيعوا تحمل تلك الخسائر من أبنائهم، بينما لم تخسر القبائل الأخرى مثل هذا العدد من الضحايا. وأكد الشيوخ الغاضبون أن ميليشيا الحوثي تتعمد الدفع بأبنائها في المواجهات التي أشبه ما تكون بالانتحارية، وأن هذا هو السبب في تزايد عدد القتلى.