عندما يكرمك الله بطفل، فهذه نعمة كبيرة تحتاج منك المحافظة عليها، عبر تنشئة اجتماعية سليمة، ولأن الأطفال -بطبيعتهم- يحبون الحديث في كل شيء، والمشاركة فيما يسمعونه بعفوية وبراءة، نجد أن كثيرين لا يريدون لأبنائهم أن يتحدثوا في أي شيء، خوفا من أن يحرجوهم، أو يظهروا بآراء غريبة، مخالفة لقناعات الأبوين.
فعندما يتحدث الطفل يتم تجاهل حديثه أو يتم تصميته أو معاقبته من أحد الوالدين إذا كان حديثه خطأ، دون مراعاة إمكان تعليمه الصواب، عبر الإنصات له أولا واحترامه كإنسان، ثم تصحيح الخطأ بالحوار.
لذلك، يفقد الطفل ثقته في نفسه، لأنه يعلم أن حديثه دائما خاطئ، وسيجلب له مشاكل كثيرة مثل حرمانه من شيء يحبه، ولهذا السبب فإن الطفل يفضل الصمت، فعندما يتعرض لمشكلة في حياته سواء في المدرسة أو في الشارع أو مع أصدقائه؛ فإنه ربما لا يستطيع أن يبوح لأسرته بمشكلته خوفا من معاقبته، لأنه لا يعلم ما الصح وما الخطأ؟ وربما ترسخ في ذهنه -أساسا- أنه معاقب عند مجرد الحديث.
ولهذا لا بد أن تحطموا أي حاجز بينكم وبين أطفالكم، لأنكم عندما تضعوا بينكم وبينهم الحواجز، فمن الطبيعي أنكم لن تستطيعوا معرفة أي شيء عنهم. ازرعوا الثقة بينكم وبينهم، لأن الطفل عندما يقع في مشكلة فسيلجأ إلى الوسيلة التي تخرجه من مشكلته وهي الكذب، فهو بتجاهلكم وتخطئتكم الدائمين، ومعاقبتكم له؛ سيعتقد أن الكذب؛ الوسيلة الوحيدة التي تحميه من العقاب.