علقت نتائج ثلاثة استطلاعات رأي حديث أجرتها حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية جرس الإنذار، حول نجاح البرامج الفكرية الخاصة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في المملكة، ومستقبل جماعات العنف، إضافة إلى دور الإعلام في مواجهة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف.

وجاءت نتائج الاستطلاع الأول متسقة مع وجهة نظر الحملة، التي ترى أن البرامج الفكرية الخاصة بمواجهة الفكر المتطرف القائمة حاليا ليست بالمستوى المطلوب على الرغم من تحقيقها نجاحات وتغييرات ملموسة، لكنها بحاجة ملحة لإعادة دراسة وتقييم بشفافية ووضوح ومصداقية، لمعرفة مدى نجاحها في الحد من انتشار الفكر المتطرف، وذلك بعد عشر سنوات من إطلاقها.

4 محاور للمبادرات

وشددت حملة السكينة في تقريرها على ضرورة إطلاق مبادرات نوعية وفعلية، تتحرك عبر أربعة محاور هي:

1- التحصين

2- المواجهة

3- الرصد

4- التحليل

تطوير البرامج

واعتبر 48.98% من المشاركين في الاستطلاع أن البرامج الموجهة لمكافحة الفكر المتطرف نجحت نسبيا ولكنها تحتاج إلى تطوير، فيما يرى 33.67% أنها فشلت وليس لها تأثير مقابل 17% فقط من المشاركين بالاستطلاع يرون أنها نجحت بشكل كبير.

وكشف الاستطلاع الثاني للسكينة عن عدم التفاؤل بالقضاء على جماعات العنف في المستقبل، حيث يرى 40% من المشاركين أن مستقبل جماعات العنف في تزايد، بينما يرى 34.29% أن الرؤية غير واضحة، فيما اعتبر 25.71% أن جماعات العنف في انحسار.

أما الاستطلاع الثالث للحملة، فكشف عن عدم رضا المشاركين عن الدور الذي يقوم به الإعلام في مواجهة الإرهاب حيث يرى 65.45%، أن دور الإعلام ضعيف جدا في مواجهة الإرهاب مقابل 13.4% يرون أن الإعلام قام بدور كبير في مواجهة الإرهاب، فيما يرى 21.15% أن الإعلام كان أداؤه متوسطا في مواجهة الإرهاب. وكانت حملة السكينة طالبت في تقرير لها نشرته العام الماضي بضرورة مناقشة البرامج الخاصة بمحاربة الفكر المتطرف بشفافية ووضوح ومصداقية، وأشارت إلى وجود نجاحات وتغييرات ملموسة، لكنها ليست بالمستوى المطلوب، مؤكدة أن المواجهة الفكرية إن استمرت بالمستوى نفسه - فقد تضعف أو تتلاشى.

مركز لإدارة الرأي العام

وفيما يخص الإنترنت، ذكرت الحملة أن المجتمع السعودي يعيش وسط بحر متلاطم من المهددات والقدرات والمنظومات، وعلى أحسن تقدير لا نستطيع تغطية أكثر من 5%، الأمر الذي يدعو لإنشاء مركز متخصص في إدارة الرأي العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وزادت "نحن بحاجة إلى تنقية البرامج الموجودة من شوائب المواجهات العبثية التي تصنع مشكلات داخل المجتمع، ولا تسهم في الحل الصحيح، وبحاجة إلى إعلام منصف صادق لا يجعل الظلام نورا ولا النور ظلاما، مؤكدة أن أكثر الإعلاميين على مستوى المسؤولية والوطنية، لكن للأسف ثمة من يكسر مجاديف المشاريع الناجحة ويصنع فوهات داخل المجتمع ويثير الشكوك حول الرموز، ونحن في مرحلة أحوج ما نكون إلى جمع الكلمة والتكامل والتعاون والتواصي بالخير والنقد البناء والترفع عن المهاترات والمشاحنات.

إرهابيون مطلقو السراح

ولفتت السكينة في تقريرها إلى وجود 47 إرهابيا ممن أطلق سراحهم من أصل 73، فيما بلغ عدد المجندين الجدد 26، من ضمن المقبوض عليهم على خلفية جريمة مسجد الدالوة. وشددت على أن الحديث عن المفرج عنهم المتورطين في عمليات "داعش" يطول، لكن التوصيات بشأنهم ومن شابههم لن تغيب عن المسؤولين، متوقعة أن يكثف الإعلام الحديث عن هذه الفئة التي أطلق سراحها ثم عادت للإرهاب.

واعتبرت السكينة في تقريرها اختبار "داعش" للسعوديين وبعض الجنسيات بتنفيذ عمليات انتحارية، يهدف إلى امتحانهم، فإن لم يوافقوا تتم تصفيتهم باعتبارهم منافقين واستخبارات، كما أن الوضع في أرضية داعش عنصري يختلف عنه في أرضية ومناطق القاعدة، فالقاعدة حاولت كثيرا دمج الجنسيات وخلطها، لكن داعش تكرس المناطقية والعنصرية، وتحاول قدر الإمكان إذلال الجنسيات الخليجية والأردنية، وجعلهم أتباعا ويمارسون أعمالا أقل من أصحاب الجنسيات الأخرى، فيما تمنح للأوروبيين مساحة حرية أكبر من الجنسيات الأخرى، وتحاول داعش حمايتهم في مناطق أكثر هدوءا. أما القادمون من بلاد المغرب العربي "تونس وليبيا والمغرب والجزائر" فيتم استنزافهم في حرب المدن وحماية المناطق المستولى عليها، وبالطبع للعراقيين والسوريين القيادة والتحكم والتنظير والتوجيه.