عندما يضم الفريق الكروي الأول في نادي النصر أسماء كبيرة في كرة القدم، لا يجد الناقد أو المشجع، تبريرا لظهور الفريق بصورة باهتة لا تليق بكوكبة النجوم التي تم استقطابها بعقود ضخمة، حتى وإن كان المدرب يرتكب أخطاء فنية فادحة.
فالنقاد الرياضيون وجماهير الكرة يحملون العناصر المحترفة مسؤولية النتائج المخيبة التي حققها الفريق بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين وخروجه من كأس ولي العهد على اعتبار أن الإمكانيات الكبيرة التي يملكونها كان يجب أن تحمي العالمي من أي أزمات إدارية وفنية لا أن تودي به إلى هذا الوضع المخيف.
سلاح الرئيس
اللاعبون هم السلاح الذي يحارب به رئيس النادي، فكم مر على الكرة السعودية مدربون ذوو إمكانيات محدودة، لكنهم حققوا نجاحات كبيرة بفضل العناصر الموجودة في فرقهم، هذا في حال لم يوجد عمل تكاملي كما حدث في نادي الفتح عندما حقق بطولة الدوري السعودي على سبيل المثال. لاعبو النصر مميزون جدا في جميع خطوط الفريق من الحراسة إلى الهجوم، لكن الإعداد كان ضعيفا، وهنا يتحمل المسؤولية الجهازان الإداري والفني، فاللاعب إذا لم يجهز بدنيا وفنيا بالشكل الجيد لن يكون جاهزا ذهنيا ونفسيا ليبدأ هنا مسلسل الخوف والإصابات.
في النصر، يتحمل الأطراف الثلاثة من إدارة ومدرب ولاعبين تبعات ما حدث من خسائر وتعادلات في دوري جميل وخروج من كأس ولي العهد. ولم يتم استثمار فترات التوقف كتعويض عن ضعف الإعداد المبكر، إضافة إلى أن الأزمة المالية شكلت عبئا كبيرا. فإذا أراد الأمير فيصل بن تركي أن يعيد الفريق بطلا، عليه أن يعمل لحل الأزمة المالية وإضافة عناصر جديدة في الأجهزة الفنية والإدارية والطبية والاستثمارية حتى ينطلق مرة أخرى بقوة في بقية مباريات الموسم ويحافظ على المكتسبات ويحقق كأس خادم الحرمين الشريفين ويتجهز للبطولة الآسيوية.
علي كميخ
مدرب وطني
جزء من كل
اللاعب يتحمل المسؤولية بلا شك، لكن ليس بصورة كبيرة إنما بجزء يسير، فهناك المدرب والإدارة. من حق اللاعب أن يجد مدربا مستقرا يرسم له خطة منظمة حتى يقدم المستوى المأمول منه. كما أنه يريد أن يكون العمل الإداري مواكبا للعمل الفني. فالإعداد للموسم الجديد لم يكن جيدا وهذه ليست مسؤولية اللاعبين بل هي مسؤولية مشتركة بين الأطراف الثلاثة وأقلها تقع على اللاعب لأن الإعداد للموسم الحالي كان متأخرا وسيئا، وهذا يتحمله الجهازان الفني والإداري، وكان سببا رئيسا في تراجع النتائج النصراوية في الدوري السعودي. اليوم المدرب الإيطالي كانافارو يجب أن يكون ذا شخصية قوية ويركز على الانضباطية حتى يحقق نتائج إيجابية، وأن يجيد قراءة المباريات ويعرف كيفية اختيار العناصر المناسبة للفريق.
أتوقع أن يقدم النصر الصورة المطلوبة منه في بقية المباريات والمسابقات المحلية لأن إقالة المدرب الأوروجوياني خورخي داسيلفا والتعاقد مع كانافارو يعنيان تعديل الوضع الفني، وهذا سيؤدي إلى رفع العامل النفسي عند اللاعبين، وسيقدمون أفضل ما عندهم، وسيحاول كل منهم إثبات الوجود أمام المدرب الجديد، خصوصا بعد أن يتعرفوا على منهجيته ويرتفع لديهم المعدل اللياقي.
بدر الحقباني
لاعب سابق وناقد فني