اقتربت إجازة الحج، واقترب الموسم الثاني للزواجات، وامتلأت أدراجنا بالدعوات.. وفي أغلب مناطق المملكة تختم بطاقات دعوات الزواج بعدد من الإنذارات والتحذيرات.. بعضها بالية، بعضها مضحكة، بعضها منطقية، وبعضها مستفزة!

- العبارة الأولى "نعتذر عن قبول العنايا".. وهذه وإن كانت مناسبة في العقد المنصرم، إلا أن استمرار كتابتها يعني أن العريس يعيش في عزلة عن المجتمع.. ولا يدرك تحولاته.. من هو الآن الشخص الذي يحضر للزواج ويقدم "المعونة أوالعنية أو العانية" - سمها ما شئت ـ لذلك يفترض أن يتم طمس هذه التحذير.. ناهيك أن بعض المعازيم جاؤوا من غير دعوة!

- العبارة أو التحذير الثاني: "ممنوع اصطحاب الأطفال".. وهذه عبارة في مكانها.. هذه مناسبة زواج.. بمعنى آخر: مناسبة رسمية.. وليست مدينة ترفيهية حتى تأتي "الهانم" وخلفها "سرب" من طائرات F16، فيدمرون الصالة ويقلبون "عاليها واطيها".. جنة الأطفال منزلهم -كما ورد في إحدى الدعوات الجميلة!

- العبارة الثالثة: "يمنع دخول المنقبات"، ولا أدري ما السر لقدوم امرأة لحفل زواج غير مدعوة له.. أما إن كانت مدعوة فكيف لنا أن نفهم إخفاء "ست الحسن والجمال" وجهها الجميل.. ما الذي تخشاه "جنيفير لوبيز"؛ هل هي في قاعة نسائية أم في سوق تجاري؟!

- العبارة الثالثة مستفزة، وإن كانت غير رائجة، تقول: "ممنوع اصطحاب الخدم" ، ولا أعلم كيف تحرم امرأة عاملة من حضور هذه المناسبة.. ذنبها الوحيد أنها أقل مستوى ماديا من بقية المعازيم.. كأن صاحب الدعوة يقول: عذرا معازيمنا طبقات ودرجات!

- العبارة الخامسة مُحيّرة: يُمنع اصطحاب جوالات الكاميرا للنساء.. ولا أملك تعليقا على هذه العبارة.. لأنها تنطوي على الشك في المدعوات.. الداعي هنا يفترض أن هناك نوايا سيئة لدى بعض المعازيم - "أمحق من معازيم"!

- هذه الدعوات يكتبها رجال، ويطبعها رجال، ويوزعها رجال.. لكنها تمضي دون مراجعة.. ولذلك هناك مسؤولية أخلاقية على "الداعي".. يفترض طمس مثل هذه التعليمات والتحذيرات.. الكل يدرك عادات المجتمع، والكل يسلَم بالتقاليد.. وليس ثمة داع لتكرار هذه التحذيرات.

من لا يمتلك رادعا أخلاقيا ذاتيا فلن تردعه كل المحاذير، وسيجد ألف طريقة للقفز عليها.