شن الطيران الروسي، أمس، عشرات الغارات الجوية على إدلب وحمص وبعض المواقع التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون، فيما قال تحالف لمجموعات مرتبطة بالجيش السوري الحر في جنوب سورية، أمس، إنه متشكك من اقتراح روسي لمساعدة فصائل المعارضة، وإن على موسكو أن تتوقف عن قصف المقاتلين والمدنيين، وسحب دعمها للأسد.

وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش الحر، عصام الريس، في تصريحات إعلامية، "كلمات الروس ليست مثل أفعالهم. كيف يمكننا الحديث معهم، بينما يضربوننا؟ لا نحتاج إلى المساعدة. ينبغي أن يكفوا عن مهاجمة قواعدنا، وبعدها نتحدث عن التعاون في المستقبل".

يأتي ذلك، فيما نجحت فصائل المعارضة في التصدي لقوات الأسد بالسلاسل الجبيلة المحيطة بالغوطة الشرقية بالقذائف، وقتلوا عددا من عناصر النظام، كما تمكنت الفصائل في ريف حلب الجنوبي من التصدي لقوات الأسد، وتمكنت من إعادة السيطرة على تلة المحروقات الواقعة شرق بلدة خان طومان.

وفي سياق متصل، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، على جبهات حي جوبر شرق العاصمة، وكان أشدها على جبهة كراش التي استهدفها النظام بغاز الكلور السام، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص بحالات اختناق، في حين سقط صاروخ على حي العدوي وقذائف عدة على حي القصاع، ما تسبب في إصابة عدد من المدنيين بجروح.

وعلى الصعيد السياسي، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن 90? من الغارات الروسية في سورية تستهدف الجيش السوري الحر. وأضاف في تصريحات صحفية "روسيا تعلم أن نظام الأسد يسيطر على 14? من الأراضي السورية، وهو غير قادر على جلب الاستقرار للبلاد، ومجيء الروس ليس مؤشرا لقوة النظام بل لإفلاسه"، مشيرا إلى أنه "لو كان بإمكان الأسد أن يسيطر على البلاد لما لجأ إلى حزب الله والميليشيات العراقية والحرس الثوري الإيراني وأخيرا الروس".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، أمس، إن حكومته لا تتخيل أي سيناريو يلعب فيه بشار دورا في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة. وتابع خلال مؤتمر صحفي "على حد علمي هناك قوى كثيرة في المنطقة، بما في ذلك تركيا، والسعودية، ودول خليجية أخرى لا تتخيل هذا الأمر، ونحن لا يمكننا الموافقة على أن يكون الأسد جزءا من المستقبل".

وأضاف شيفر إن الأسد مسؤول عن جرائم وسلوكيات وحشية في الحرب، خلال الأعوام الأربعة ونصف العام الماضية مضيفا "لا نعرف من سيخلفه".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أول من أمس، عن بدء تمرين عسكري في هضبة الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى أن التمرين سينتهي بعد غد دون ذكر تفاصيل إضافية.