أحب الرسم منذ طفولته وكبر ليكتشف شغفه بفن الجرافيتي، فمارس ذلك الفن على حيطان مدينة أبها والنماص وتنومة والمجاردة ومحايل عسير، ليقول للناس أنا هنا، اقرأوني على الجدران، وامنحوني الأمان لأجعل منها معالم يتوافد عليها السياح.
يقول فنان الـ22 ربيعا محمد الشهري أو "مرسمة" مثلما يلقب نفسه: لطالما أحببت الرسم منذ طفولتي، وكنت أقلد الرسامين وأحاكي رسوماتهم، لكن فكرة الرسم على الحيطان بدأت معي منذ حوالي العام ونصف العام.
ويضيف "تأثرت كثيرا بفن الجرافيتي خاصة المعبر عن قضايا المجتمع، وما حببني أكثر في هذا الفن وشجعني لممارسته أعمال الفنان رسام الجرافيتي الإنجليزي المجهول "بانكسي"، لكن بحكم أن مجتمعنا متحفظ كان من الصعب أن أتناول بعض القضايا في رسوماتي، لذلك اكتفيت بقصاصات لشخصيات فنية، ومع ذلك لم تلق الصدى الذي أطمح له، حيث كنت أطمح بأن تكون أكبر حجما، وأن تجد الاهتمام حتى لا يتم طمسها.
وكشف أنه لا يستطيع ممارسة الرسم على الجدران في أي وقت، إذ يحرص على أن يكون ذلك بعيدا عن أعين بعض الجهات الحكومية، وعن المزعجين من أولئك الشباب الذين لا يقدرون الفن ولا يمتلكون الحس الفني .
الرسم على جدران تراثية
وقال الشهري: تعرضت لمضايقات بسبب رسوماتي، والبعض يعتبرني مفسدا ومخربا، لا فنان ومصلح، حيث توعدني أحد الشباب العاملين بأحد القطاعات الحكومية بأن يقبض عليّ ويسلمني للأمن، وذلك بعد مشاهدته لي أرسم على أحد الجدران، كما أن أغلب رسوماتي تعرضت للطمس، وبعضها للأسف لم تكمل ست ساعات، إلا وقاموا بطمسها، ما جعلني أتساءل هل تسببت بالضرر لأحد بسبب تلك الرسومات؟ هل ضايقتهم؟ أم أنه مجرد حسد، لكن تلك المضايقات لن تزيدني إلا إصرارا.
وأضاف: من أحب الرسومات عندي رسمة للفنان محمد عبده، وخالد عبدالرحمن على جدار بيت طيني بالقرب من قرية المفتاحة التشكيلية، ولاحقا عرفت أن ذلك البيت الأثري تابع لهيئة السياحة والتراث الوطني، لكني مستعد لتصحيح خطأي".
واستدرك "أطمح لأن يتم تسليمنا مشاريع تزيين الحيطان العامة، وأقسِم أني سأجعلها معلما سياحيا وثقافيا يتوافد عليه السياح مثلما يتوافدون على الطبيعة".
تهميش غير مبرر
أعتبر أن فن الجرافيتي مهمش ومحارب، وكأنه ظاهرة أخلاقية سيئة، لافتا إلى أنه ومع إتاحة الفرصة للفنانين الكبار لممارسته فإنهم يتم تقييدهم بأفكار ساذجة تقتصر على زركشات وتشكيلات قديمة لا معنى لها.
لكنه أكد أنه شخصيا وجد الدعم من كثير من بينهم مشاهير في مجال التصوير والرسم والإعلام.
وقال: عملت على فكرة لعمل أنوي من خلاله تحفيز القوات المساندة للجيش، كانت رسمة كبيرة جدا، لكن لم أجد المكان المناسب لها، كما أني جهزت عملا كنت أنوي إهداءه لأمير منطقة عسير، ولكن الفعالية التي كنت سأهديه له من خلالها ألغيت".
وختم بالتأكيد أن الموهوبين في فن الجرافيتي بحاجة إلى الدعم المعنوي قبل المادي، والالتفات إلى هذا النوع من الفن، والاعتراف به كفن أقوى في التأثير على الناس، كما أنهم بحاجة إلى الدعم المادي كتوفير أدوات الرسم وغيره، إضافة إلى توفير مقر يضمهم أو جهة تحتوي موهبتهم.