تفاعل الجميع مع حادث سيهات الإجرامي كجانب إنساني، وفي نفس الوقت كانت المواساة لأهالينا من الطائفة الشيعية، وأعتقد أن المواساة بهذه الطريقة تعد خطأ وتعزيزا للفكر الطائفي المرفوض، فالجريمة البشعة وقعت في جزء غال من الوطن لأن كل بقعة في هذه الدولة هي وطني، وأهلها هم أهلي وفرحهم هو فرحي، وألمهم يؤلمنا جميعا، فهذه الجريمة يجب رفضها كعمل إرهابي مرفوض لأي فئة كانت فهي تمس أرض الوطن، وأرض الإسلام وأرض الحرمين..

الدولة أيدها الله حينما تقوم باتخاذ أي قرار لا تتخذه على أساس طائفي، إنما تنظر للمصلحة العامة للدولة وللشعب، ولم نسمع في أي يوم من الأيام بأن الدولة انتهجت هذا النهج بل تقدم المصلحة العامة للوطن والشعب.. وسيهات هي عضو من جسد هذا الكيان الكبير، وأي إساءة لها أو عبث بها هو جريمة بحق كل من يحمل الهوية الوطنية السعودية..

لذلك يجب ألا نسمح بترديد أي عبارات طائفية وتمريرها من خلال هذه الجريمة، ويكون الرفض من منطلق وطني فقط لأنه بمجرد أن نشير إلى أن هذه الحادثة استهدفت إخوتنا المواطنين الشيعة فكأننا نشبع رغبة العدو، بل ونحققها بأن هناك تفرقة طائفية، بل وكأننا نسمح لهم بتمرير أي فكر سلبي ضد أمن واستقرار الوطن..

نحن منذ سنوات طوال لنا من الأهل والأصدقاء والأحبة في كل بقعة من هذه الأرض المباركة، بل إن هناك تعايشا حقيقيا وانسجاما فعليا على مختلف المستويات، ولم نشعر بأي فوارق جاهلية يمررها لنا العدو الحقير، فالتعايش الاجتماعي والرياضي والثقافي والفني موجود بيننا منذ قديم الأزل، فكثيرا ما نطرب للفن والفلكور الشعبي لأي منطقة من بلادنا الحبيبة، وكثيرا ما نستحسن ونتناول الأطعمة الخاصة بكل منطقة، ولا ننسى التواصل على الصعيد الثقافي بين أدباء ومثقفي كل منطقة من خلال منابر المؤسسات الثقافية، هذا علاوة على التزاور السياحي .. لذلك يجب أن يلتفت الجميع ويحذر أبناؤه من السماح للأعداء بتمرير فكرهم الخبيث، وأن يقف الجميع مستنكراً أي عمل إرهابي إجرامي يضرب أي شبر من هذا الوطن بغض النظر عن موقعه، فالوطن غال واستقراره أمانة في أعناقنا.