قلتها وأعيدها مرارا: لا تدخل السياسة في شيء إلا أفسدته، فما بالكم إن دخلت على أجمل ما في المجتمعات الإنسانية، الفن.
مشكلة المشكلات في وطننا العربي الواسع، أن كل شيء فيه قابل للتسييس، فليس هناك فصل بين الأشياء، وهذا يحدث أمامنا الآن في المجال الفني، يحدث بوعي وبدون وعي.
من الصعب جدا، أن تكون مغنّيا محترما، وأنت تمارس من خلال أعمالك الفنية، وحفلاتك، وتصريحاتك الصحفية، نوعا من تسييس الفن، وإدخال الأغنية ككائن بريء، في مستنقع المواقف السياسية المتقلبة.
بالأمس كنت أتساءل في نفسي: ما مصير هؤلاء المطربين الذين يغنّون لأحزاب سياسية دون غيرها بمجرد أنها وصلت إلى السلطة مثلا، وترى ما مصير ضميرهم الفني؟ عندما تنقلب موازين السياسة، ويتبدل من هم على لعبة الكراسي، كيف سيبررون لجمهورهم، ما كانوا يغنون، ويروّجون له؟
أوضح نموذجين غنائيين الآن، لمسألة التسييس الفني، هما مصطفى كامل وحسين الجسمي، فهما جاهزان دائما لأي تحول سياسي، ليمسكا بالميكروفون ويغنيا على كل الموجات، وبشكل فاضح أمام جمهورهما الفني.
تحية احترام لكل فنان لم يدخل الفن في صندوق السياسة المظلم، ولا تحية لسواه.