خرجت الجماهير عن متابعة ما يحدث على أرض الملعب من مباريات إلى مجالات أخرى هدفها الإساءة للخصوم والتقليل منهم ومن قدراتهم وأحيانا تستخدم عبارات أو إشارات مسيئة لا تدل إلا على مدى ما لديهم من ضغوط نفسية وإحباطات متراكمة عبر سنوات طويلة من الحرمان من البطولات، هذا العبث الصبياني لا يفيد الرياضة ولا يقدم الفائدة والإضافة لكرة القدم بل على العكس فهو يرفع من درجة التعصب المرضي، الذي يهدم كثير من المعاني السامية لكرة القدم وللرياضة والتنافس الشريف.

فمنذ سنوات عديدة كانت فئة تمارس هذا الأسلوب وكان البعض، هداهم الله، يصفون بعض من يطلقونها بأنهم يعتبرون فاكهة التنافس الرياضي وملح البطولات، لكن ذلك القبول أدى إلى ظهور ما هو أشد منها في كل مرة تظهر مثل تلك السلوكيات المرفوضة، وكأن هناك تنافسا بين بعض الجماهير عن من سيفوز بجائزة الأكثر سقوطا في ذلك المستنقع.

وللأسف الشديد أن الأمر انتقل من الجماهير ليصيب الأندية من مسؤولين ولاعبين لتكون الطامة أشد والتأثير السلبي أكبر ومنها حركة أبوجلمبو الشهيرة والإساءات الجماعية والعنصرية، ولم يتوقف الأمر بل تبعها مزيد ممّا أطلق عليه البعض طقطقة والتي عمقت كثيرا من الهوة بين بعض الجماهير وكرة القدم وزادت حالة الترقب من المعسكر الآخر حتى يمارس حقه في الرد على من ابتكر تلك الأساليب في الإساءة للمنافسين.

هذه الأجواء غير الصحية لم تكن لتظهر لو أن الإنكار على تصرفات تلك الجماهير قد حضر من إدارة النادي حتى تقضي عليها في مهدها لدى جماهيرها، ولوصل لها أن الرياضة فروسية وتنافس شريف لا معركة في تبادل الإساءات المنتصر بكأسها هو الخاسر الأكبر.