فيما أوضح تقرير إحصائي أن عدد المرضى الذين يعالجون بغسيل الكلى العام الماضي بلغ 14366 مريضا، أكد استشاري وجود أعشاب يروجها البعض تحت مزاعم مختلفة، وتؤدي إلى الفشل الكلوي، وكذلك أدوية تؤدي إلى نفس النتيجة.
وقال استشاري أمراض الكلى والباطنة بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض الدكتور فاضل الرويعي لـ"الوطن" إن "هناك أعشابا قاتلة يروجها البعض تتسبب في الفشل الكلوي، ومن أشهرها العشبة الصينية التي تحتوي على اريستولوشيك أسيد، وتسوق تحت زعم إنقاص الوزن، رغم أنها لا تعالج شيئا، بل تضر، حيث تتسبب في حدوث أورام في الجهاز البولي، ثم ينتهي الأمر بالفشل الكلوي النهائي".
وأضاف أن "الطب البديل يعطي معلومات مغلوطة للمريض، وآمالا زائفة بالشفاء، وهو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وتزايد أعدد المصابين بالفشل الكلوي المزمن".
أدوية ضارة
ونبه الدكتور الرويعي إلى "وجود أدوية أيضا تسبب الفشل الكلوي، منها مسكنات الآلام غير الستيرويدية مثل البروفين، وبعض المضادات الحيوية مثل مجموعة الأمينوجلايكوسايد، ودواء جنتامايسين، وكذلك أدوية المعدة التي تستخدم بكثرة مثل امبرازول، وأيضا بعض العلاجات الكيميائية المستخدمة لعلاج الأورام مثل سيسبلاتين".
وأشار إلى أن "هناك بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي مثل مرض الذئبة الحمراء، والتهابات الأوعية الدموية، ومرض وجنر، وهي أمراض قد تصيب أي عضو بالجسم مثل الدماغ، ويكون من أعراضها نزيف بالصدر، بالإضافة إلى الفشل الكلوي، وإذا لم يتم علاج المريض منها يكون احتمال الوفاة عاليا".
أنواع الفشل
وأوضح الدكتور الرويعي أن "الفشل الكلوي من الأمراض التي أخذت بالانتشار، حيث يزيد بازدياد مرضى السكري بالمجتمع، وهنا نوعان منه، الأول حاد، وهو ما يحدث نتيجة جفاف شديد أو هبوط حاد في ضغط الدم، أو كمضاعفات لبعض الأدوية، أو صبغات الأشعة المقطعية، أو الالتهابات المناعية الحادة، والمريض بهذا النوع رغم احتياجه إلى الغسيل الدموي فإن نسبة الشفاء تقارب الـ90%، أما النوع الثاني فهو الفشل الكلوي المزمن، وهو الأكثر انتشارا، ومن أسبابه داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ويقسم لخمس مراحل حسب قراءات وظائف الكلية، ووزن وعمر وجنس المريض، والمرحلة الخامسة منه هي التي تحتاج للعلاج التعويضي كالغسيل الدموي أو بيريتوني، وفي بعض الحالات الزراعة.
مراحل نهائية
وأبان استشاري أمراض الكلى والباطنة أن "الفشل الكلوي في مراحله الأولى ليس له أعراض، ومعظم المرضى يصلون للمستشفى في المراحل النهائية من المرض، والأعراض هي انعدام شهية واستفراغ، وفقدان الوزن، وحكة بالجلد، وضعف في التركيز، وتراكم السوائل بالجسم، وخاصة الصدر، أو غيبوبة كلى، ولا يكون هناك ألم بالكلى كما يعتقد البعض، عدا مريض حصيات الكلية أو في حالة حصول التهاب بكتيري بالبول والكلية".
الفحص الدوري
وأكد الدكتور الرويعي على أهمية الفحص الدوري لمن لديه تاريخ مرضي في العائلة بالفشل الكلوي، وكذلك من هو مصاب بداء السكري، وارتفاع بضغط الدم، ناصحاً بشرب كمية كافية من الماء بمعدل 2 لتر ونصف الليتر يوميا، وممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، وكذلك زيارة الطبيب في حالة تورم حول العينين أو بأسفل الرجلين، أو ظهور دم بالبول، وتجنب أخذ أي دواء دون وصفة الطبيب.