أطلق عدد من الفنانين دعوة إلى وزارة الثقافة والإعلام بشأن رسم استراتيجية علمية لمكافحة الإرهاب بسلسلة من الأعمال الدرامية على مدار العام؛ لدحض مفاهيم الفكر الضال، وخلق جيل واع يؤمن بقيم الحياة السوية، ويسهم في بناء دولته ومجتمعه بصورة صحيحة، قادرا على تصحيح صورة المجتمع السعودي عالميا. ذاهبين إلى أن الفرد السعودي يعاني من تشويه صورته في الإعلام العالمي جراء حوادث الإرهاب، إضافة إلى معاناة المجتمع من استشراء الفكر الضال، والأعمال الإرهابية في المجتمع في الوقت الذي تقف الدراما السعودية من الأمر موقف المتفرّج.
وانتقد الفنانون عدم وجود دعم (رسمي) لتفعيل أدوار الفن والدراما في هذا الاتجاه، وملقين باللائمة على هيئة الإذاعة والتلفزيون، التي يرون غياب أي توجه جاد لها في هذا السياق.
وقوف التلفزيون
للأسف لا نملك أعمالا درامية تهتم بمعالجة قضايا الإرهاب، رغم معاناة المجتمع منها على الأصعدة كافة رسميا وشعبيا، وعلى الرغم من أننا نعاني من آثار التطرف منذ سنوات، وما زالت المعاناة في تنام، فاليوم نحن بحاجة إلى تضافر جهود الجهات المعنية بالتحصين الفكري في التعليم والإعلام وغيره، وجهود أفراد المجتمع، ما يستدعي وجوب استثمار التأثير الدرامي لتصحيح مفاهيم الفكر المتطرف، ولكن مع غياب الدعم الرسمي، واستراتيجية العمل ستبقى الجهود الفردية غير مجدية، فالأعمال الدرامية التي تستهدف معالجة (قضايا الإرهاب) متروكة لمن لديه الرغبة في تقديمها دون دعم رسمي للأسف. ويضيف الغانم: أرى أنه في ظل الظروف التي يعيشها مجتمعنا يجب التركيز على مثل هذه الأعمال، ففي رمضان القادم سيكون هناك بعض الأعمال التي ستناقش هذا المجال، ونحن يجب ألا ننتظر إلى رمضان، فالحالة الاجتماعية أصبحت تستدعي وقوف التلفزيون والاضطلاع بواجبه في هذا الجانب، فالكرة في ملعب هيئة الإذاعة والتلفزيون، وكذلك المنتجين، إضافة إلى عناصر العمل الفني من ممثلين وكتّـاب ومخرجين.
عبدالخالق الغانم
مخرج تلفزيوني
استشعار الخطر
الأعمال التي تستهدف معالجة قضايا الإرهاب قليلة جدا، فهي أعمال محكومة بالإنتاج أكثر ما هي محكومة بالفنان أو الكاتب نفسه، الأمر الذي يستدعي تدخلا حكوميا نظرا لضخامة الإنتاج كي يتبنى هذه الأعمال، ما يتطلب رسم استراتيجية على قاعدة محاربة التطرف والإرهاب، تتبناها وزارة الثقافة والإعلام، يكون ضمنها كتاب احترافيون ومخرجون وفنانون ومنتجون لإعداد وتنفيذ سلسلة من الأعمال على مدار العام لمعالجة هذا الأمر الهام جدا، إضافة إلى تضافر الجهود من الجهات المعنية في وزارة التعليم والجامعات والوزارات كل فيما يخصه لإحداث صحوة مؤثرة في كشف ضلالات الفكر المتطرف ومحاربته إعلاميا، وبات الأمر مطلبا وطنيا ملحّا في ظل ما يعيشه المجتمع من حالة تنام للفكر المتطرف وحوادث الإرهاب، فالجهود الفردية تواجه بتهديد ومنع وصدام غير مبرر، فالوسائل التي تستخدمها الدول المتقدمة لمعالجة الأفكار الاجتماعية المتطرفة نحن مقصرون فيها للأسف، فالفنانون يستشعرون هذا الخطر منذ زمن طويل، ولكن تنفيذ أعمال ذات جدوى وفعالية تحتاج إلى دعم من الدولة.
عبدالعزيز السماعيل
كاتب مسرحي
فشل الدراما
الدراما المحلية فشلت في معالجة هذه القضايا، بل لا تكاد تذكر، نظرا لبشاعة الواقع بالمقارنة مع الجهود المبذولة في هذا الإطار، هناك فقر وشح في النصوص نظرا لعدم وجود كتـّـاب متخصصين، عوامل عدة أدت إلى فشل تام في هذه المعالجة لأمر مهم وهو (الإرهاب) بالتزامن مع غياب التوجه الجاد من قبل الجهات الرسمية في هيئة الإذاعة والتلفزيون. معالجة قضايا الإرهاب لا تتم بالشكل السطحي، بل هي بحاجة إلى استراتيجية مدعومة من الدولة، نحن بحاجة إلى معالجة عميقة تبحث في جذور المشكلة، ومعالجتها بشفافية، وتكون هذه الأعمال مستمرة لفترات طويلة على مدار العام، فالأعمال المرتقبة يجب أن تبتعد عن الطرح المباشر السطحي الذي ينتهج التلقين، بل يجب أن تعتمد على المعالجة الدرامية التي توضح سلبيات الخطاب الديني، والتعليم الذي يستهدف خلق الفكر الجمعي للمجتمع، وكيف يجب أن يكون، فتستهدف رسم الصور الإيجابية التي يجب أن تعم ويعيشها المجتمع، ما يسهم إسهاما فاعلا في خلق أجيال واعية مثقفة، تدرك مخاطر الفكر المتطرف على المدى الطويل والبعيد أيضا. نحن اليوم نعوّل على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في اعتماد هذه الاستراتيجية الهادفة إلى خلق مواطن واع حضاري مختلف عما نحن نشاهد ونرى في مجتمعنا، في ظل تسابق وسائل الإعلام الجديد في تشكيل ثقافة جيل اليوم، فالمناهج الدراسية ما زالت في معزل عن رسم هذه الفكر الحضاري بشكل كبير.
خالد الحربي
ممثل ومخرج