قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي: إننا في هذا الزمان المليء بالفتن وأفكار التطرف والإرهاب، واتخاذ الناس رؤوساً جهالاً وأُغيلمة سفهاء الأحلام يفسدون ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون لأشد ما تكون حاجتنا إلى اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة ومنهاج حياة وإلى تعظيم مقام النبوة والحذر الشديد من رد السنة والاعتراض عليها.
مكائد الأعداء
وأوضح في خطبة الجمعة أمس، أن الأمة اليوم وهي تتعرض لمكائد الأعداء وظلم المعتدين المحتلين في المسجد الأقصى وفي غيره من بلاد المسلمين أحوج ما تكون للرجوع إلى سنته صلى الله عليه وسلم وسيرته المباركة لمعرفة المنهج الحق في التعامل مع الأعداء ومواجهتهم ورفع الظلم والاعتداء على الأمة متأسيةً بسيد البشرية الذي بعثه الله رحمة للعالمين، ومقتدية بهديه في القيام بنصرة الإسلام وأهله ورفع الظلم والاعتداء عن المظلومين ورد كيد المتربصين والحاقدين.
وبين أنه مع إطلالة كل سنة هجرية تبرز لنا حادثتان عظيمتان غيرتا مجرى التاريخ: نجاة موسى عليه السلام وخروجه من مصر، ونجاة محمد صلى الله عليه وسلم وخروجه من مكة.
قاتل نفسه في النار
كما حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي من الفتن التي تضر الدين والدنيا، وتوبق العبد في الآخرة وتفسد المعاش في الحياة، مبيناً أن السعيد من جنّب الفتن، وأعظمها أن يلتبس على المرء الحق والباطل والهدى والضلال والمعروف والمنكر والحلال والحرام، مشيرا إلى الفتن التي أخرجت بعض شباب المسلمين من محاضنهم الآمنة ومحيطهم الحصين ومجتمعهم الحاني، إلى الفكر الضال، واتباع وموالاة لخوارج العصر، فقادهم إلى تكفير المسلمين وسفك الدم المعصوم، بل أفتاهم أولئك الخوارج بتفجير أنفسهم والعياذ بالله. متسائلا فضيلته: "وهل يظن من يفجر نفسه أن ذلك سبب لدخول الجنة، أما علم أن قاتل نفسه في النار؟ ثم قرأ "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما".
وأكد الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أن قتل المسلم سبب للخلود في النار، لقول الله عز وجل: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"، كما استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة"، داعيا هؤلاء إلى أخذ العبرة مما مضى من أمثالهم الذين تعدوا حدود الله فندموا حيث لا تنفع الندامة.