من يملك المعلومات ويتحكم في إنتاج أدواتها ونشرها بصورها المختلفة، ويملك صنع المعلومة وصنع الخبر ثم فرضها على الجماهير، ويملك منابر بثها فهو المنتصر في معركة العصر التي هي معركة عقلية ذهنية، قبل أن تتجسد بشكلها المادي على أرض الواقع.

الذي يسيطر على الإعلام هو من يحكم العالم فعليًا، فالأمر ليس مجرد مواد يتم بثها أو حتى رأي عام يتم تشكيله أو توجيهه. إنها حقيقة تتعلق بصناعة السياسات والتوجهات التي يتم توليفها سلفًا في غرف صناعة القرار من القلة المسيطرة التي تمتلك هذه الوسائل الإعلامية.

الإعلام بكل مصادره لا يهب الحقيقة بقدر ما يهب لنا وهم الاختيار، وهي سياسة التحكم في العقل البشري اليوم. في حقيقة الأمر هناك ما يقارب ست إمبراطوريات إعلامية تحكم العالم ففي 2011 فقط كان هناك 50 شركة تسيطر على الإعلام الأميركي، وبالتالي فهي تسيطر على الإعلام العالمي، ومع ميل الشركات هذه إلى الاندماج لبناء إمبراطوريات عالمية ذات نفوذ فإنه في 2012 أصبحت بالفعل هناك 6 شركات فقط تسيطر على 90% أو أكثر من صناعة الإعلام خاصة السينما والنشر.

 من واقع حقيقي، نجد عددا محدودا يمتلك قيادة الوعي ويقوم بمهمة تحريك وتوجيه دفة العالم بالطريقة التي تخدم نظامه هذه القلة يمكن حصرها في روبرت مردوخ، ميشيل إيسنر، روكفيلر ومروغان، برونفمان، جيرالد ليفن، وغيرهم من الشخصيات صاحبة القرار العالمي.. هم من يتحكمون في كل ما يصل إلينا في الإعلام.

هذه الإمبراطوريات الإعلامية تشترك في كونها تمارس كل أشكال النشاط الإعلامي بصور متفاوتة وقادرة على الوصول بصوتها ورسائلها وأفكارها إلى كل شخص في هذا العالم. قادرة على امتلاك قوة أين يتجه بسفينته.

وهم الاختيار هو الكذبة الكبرى التي مررت على الشعوب في كل السنوات البعيدة الماضية، ولك أن تتصور هذا حتى على الشعب الأميركي الذي يعتقد بأنه يعيش أكثر عصوره انفتاحا وحرية اختيار، فعلى مستوى أميركا يتحكم 90% من الإعلام الأميركي، الممتد عالمياً عبر الشركات الست هذه. هي فقط من تمتلك وتتحكم في 1500 صحيفة، و1100 مجلة، و9000 إذاعة، و1500 محطة تلفزيون، و2400 دار نشر. ونفس السياسة متبعة في العالم العربي بشكل ما إن لم تكن هي ذاتها في جعلنا نعيش وهم اختيار كل ما نرى ونسمع.