صورة الطفل السوري الغريق ليست الصورة الأولى التي يتحرك معها العالم منذ بدء الثورة السورية قبل أربعة أعوام، فقد جاد هذا النضال الطويل بكثير من الصور والمقاطع والقصص التي يندى لها الجبين، وبقي الحال على ما هو عليه وعلى الشعب السوري المتضرر اللجوء إلى الله.

غير أن صورة الطفل الغريق هي الأكثر تداولا والأكبر وقعا، وقد أخذت بعدا عالميا مختلفا ولو لم يكن ذلك من خلال المؤسسات الرسمية، فكانت محط أنظار الصحافة والناشطين الحقوقيين ووجد منها رسامو الكاريكاتير صيدا ثمينا، ولن نبالغ لو قلنا إنها الصورة الأكثر استخداما في كاريكاتيرات الصحف العربية والعالمية مؤخرا.

هذه الصورة تكاد تقترب من الصورة الأشهر في تاريخ النضال الفلسطيني ضد اليهود المغتصبين، وهي صورة الطفل محمد الدرة، التي أصبحت لاحقا رمزا من رموز النضال الأزلي، والفرق بينهما أن الدرة قتل في سبيل أرضه المغتصبة، والطفل السوري الغريق قتل من أجل الحرية في أرضه.

وحين تتصفح تويتر أو فيسبوك أو أي شبكة اجتماعية أخرى ستنهال عليك صورة الطفل الغريق بشكل غير معقول، وستجد الكثير من القصائد والكلمات التي تعبر عن حجم الألم، وستجد كذلك صورا لناشطين من دول مختلفة ممددين على شاطئ البحر تضامنا مع الصورة، ولعل آخر ما تم، قيام رسام هندي بعمل تمثال الطفل من الرمل على أحد شواطئ بلاده وكتب تحته "يا للعار" ثلاثا.

أربعة أعوام من الحصار والقتل والتهجير مارسها النظام السوري المستبد ضد شعبه، لم تكن هذه السنوات كفيلة بأي تحرك دولي ينقذ ما يمكن إنقاذه في بلاد الشام، وجاءت صورة الطفل الغريق لتثبت للعالم أن القضية أكبر من كونها ثورة شعب، إنها صرخة إنسانية في عالم ميت دماغيا.