تفشت الخلافات وسط مقاتلي ميليشيات الحوثي المتمردة في تعز، نتيجة الضربات الموجعة التي توجهها لهم قوات المقاومة الشعبية، والغارات المكثفة التي تشنها عليهم طائرات التحالف العربي، بقيادة المملكة.
قالت مصادر في المقاومة إن قيادة الجماعة في تعز أقدمت على شن حملة اعتقالات واسعة وسط المتحوثين من أبناء المحافظة، الذين يقاتلون في صفوفهم، بعد رفضهم تنفيذ التعليمات التي صدرت إليهم بالتوجه إلى مناطق العمليات في محافظة مأرب.
رفض التعليمات
وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن قيادة الحوثيين طلبت من بعض العناصر التي كانت تقاتل في الجبهة الغربية لتعز، وهي مناطق بئر باشا، ومدينة النور السكنية في البعرارة، التوجه إلى محافظة مأرب لسد النقص الكبير في صفوف قواتها، إلا أنهم رفضوا التجاوب مع تلك التعليمات، بسبب خوفهم أن يكون مصيرهم مثل الذين سبقوهم إلى هناك، ما أدى إلى اشتباكات بالأيدي بين الجانبين، وعندما رفع بعضهم السلاح في وجوه الآخرين، سعت قيادات إلى تهدئة الأمر حتى لا يتطور إلى أكثر من ذلك.
ومضى المركز بالقول إن قيادة الحوثيين طلبت في اليوم التالي الاجتماع مع الرافضين لبحث المشكلة وتسويتها، وخلال الاجتماع حضرت قوات كبيرة قامت باعتقالهم ونقلهم إلى مكان مجهول.
خسائر فادحة
في غضون ذلك، واصلت المقاومة في تعز تقدمها على حساب ميليشيات التمرد، وقال المركز إن مواجهات عنيفة دارت بين الجانبين في أحياء الضباب والجمهوري وثعبات، حيث تصدى الثوار لمحاولات تسلل قامت بها قوات الانقلابيين، وأرغمتهم على التراجع بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بلغت 24 قتيلا و28 جريحا، كما تمكن الثوار من تدمير دبابة وثلاث مدافع بي 120.
كما دارت اشتباكات مماثلة بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في أحياء الحصب والزنوج دوبلكس، تكبد فيها المتمردون خسائر فادحة، وحققت المقاومة تقدما كبيرا، واستعادت مواقع عدة كانت سيطرت عليها الميليشيات في الأسابيع السابقة.
استمرار الحصار
وقال المركز الإعلامي إن مناطق جولة المرور والحصب شهدت بدورها اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين، تقهقرت إثرها فلول الانقلابيين، عقب سقوط كثير من الضحايا في صفوفهم بين قتيل وجريح في الجبهات النتعددة.
ورغم تلك الخسائر، ما زال الانقلابيون يواصلون حصارهم المشدد على مداخل المدينة، وسط حالة مزرية يعيشها السكان، على الرغم من النداءات التي وجهتها المنظمات الإنسانية بفك الحصار الجائر عن المدنيين.
وردا على خسائرها الميدانية، شنت قوات التمرد قصفا عشوائيا على الأحياء السكنية في المدينة، وأفاد شهود عيان بأن القصف استهدف أحياء حوض الأشراف، وثعبات، والثورة، والروضة. وقالوا إن قذائف عدة سقطت على مستشفى الثورة العام، واستهدفت قسم الجراحات في المستشفى.
مصرع عشرات الانقلابيين بغارات جوية
تكبد الانقلابيون خسائر فادحة في المعارك بمحافظة تعز. وأفادت مصادر ميدانية بمقتل 58 متمردا وجرح عشرات آخرين، جراء قصف طيران التحالف مواقع لهم داخل المدينة، في المقابل أعلنت المقاومة اليمنية عن مقتل ثلاثة وجرح عدد من أفرادها في اشتباكات مع الحوثيين.
وكثف طيران التحالف غاراته الجوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في المحافظة، واستهدف القصف أماكن الميليشيات قرب المحطة الرئيسية لكهرباء المخا، وتم تدميرها، كما دمرت شاحنة محملة بالأسلحة بقصف في المدينة نفسها.
واستهدفت غارات أخرى للتحالف مزرعة دار الشجاع ودمرت منصة صواريخ في داخلها، وإدارة المنطقة الأمنية بالجند ومعسكر القوات الخاصة والقصر الجمهوري شرق المدينة، ونقطة عسكرية بمنطقة الراهدة.
من جهة أخرى، استأنفت خلايا تابعة للمقاومة الشعبية عملياتها في العاصمة صنعاء، حيث اشتبكت صباح أمس مع عناصر تابعة لميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن المواجهات المسلحة التي دارت شمال العاصمة أسفرت عن مصرع خمسة متمردين وإصابة 12 آخرين، فيما تمكن الثوار من الانسحاب إلى "مناطق آمنة"، حسب تعبيره. وذكر شهود عيان أن اشتباكات مسلحة في شارع مأرب وجولة النصر دارت صباح أمس، بين مسلحين مجهولين وعناصر تابعة لميليشيا الحوثي وصالح.
وأشار شهود عيان إلى أن سيارات الإسعاف هرعت بكثافة إلى مكان المواجهات، مما يؤكد وقوع إصابات كثيرة وسط المتمردين. كما تم إغلاق المنطقة بشكل كامل من جولة النصر في سعوان وحتى جولة الأمن القومي في منطقة صرف وكذا إلى شارع المطار.