تأتي قناة الصحراء الفضائية، المتخصصة في الموروث والشعر الشعبي كواحدة من أوائل القنوات الشعرية الفضائية التي شكلت مرحلة إرهاص لانتقال الشعر العامي، من الفضاء الورقي إلى الفضاء البصري، قبل أن ينفجر بالون القنوات الشعرية الفضائية، لتصبح في فترة وجيزة جدا، عشرات القنوات.
اسم القناة يوحي بتماهيها مع الموروث، وهو اسم جميل فيما لو كان المضمون فعلا موازيا بوعي لهذا الاسم الرامز بوضوح.
كان جميلا، لو أن القناة اختطت خطا موروثيا يتماهى مع الاسم الجميل للقناة، غير أن الكادر التحريري والبرامجي في القناة لا يبدو أنه بصحة جيدة.
القناة جاءت بعيدا عن اسمها، وحتى بعيدا عن وعي المتلقي الآن، فلا هي تخصصت في الموروث الشعبي بتنويعاته الثرية العميقة، ولا هي تخصصت في الشعر كجزء من الموروث فتطرحه برؤية جديدة، إلا إن كانت مزاين الإبل وشيلات القصائد الركيكة جزءا من الموروث، فهذا أمر آخر.
دائما أسأل سؤالا في شأن القنوات الفضائية الشعرية، ولم أجد له إجابة حتى الآن، مفاده: ألا يوجد في كل هذا العدد الهائل من شعراء العامية وإعلاميي الشعر، من يبهجنا بطرح قناة فضائية متخصصة وواعية؟