كشفت مصادر في المقاومة الشعبية أن الحوثيين يمارسون أبشع أنواع التعذيب مع خصومهم في معتقلات خاصة تنتشر في كثير من مدن اليمن، مشيرة إلى أن عناصر الجماعة المتمردة تُخضع المعتقلين إلى جلسات تحقيق مكثفة، تشارك فيها عناصر تابعة لحزب الله، وتستخدم فيها أساليب تعذيب نفسية وجسدية.
وقال أحد الناشطين السياسيين في العاصمة صنعاء، إنه تعرض للاعتقال فترة شهر داخل أحد المعتقلات، مشيرا إلى أنه تعرض للضرب الوحشي والصفع، إضافة إلى حرمانه من الطعام والشراب فترات طويلة، ومنعه من النوم.
وقال في تصريحات إلى "الوطن"، بعد أن اشترط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، "اقتحم مسلحون منزلي في منتصف الليل، واعتدوا علي بالضرب أمام أبنائي وزوجتي، ولم يكترثوا لصراخ الصغار، بل دفعوا زوجتي وطرحوها أرضا عندما حاولت منعهم من اقتيادي، وتلفظوا عليها بألفاظ بذيئة".
اعتداءات متكررة
وأضاف قائلا "المعتدون عصبوا عينيّ بقطعة قماش، حتى لا أعرف اتجاه سيرهم، وأدخلوني أحد المباني المهجورة التي يبدو أنها كانت تستخدم مستودع بضائع، ودفعوني حتى سقطت على وجهي، وتركوني هناك مقيد اليدين والرجلين ليوم كامل. بعد ذلك جاء أحدهم واصطحبني إلى مكتب، وبدأ أحد عناصرهم في استجوابي، وسألني عن التظاهرة التي شاركت في التخطيط لتنظيمها في صنعاء. لم أنكر التهمة وأكدت له أنها نشاط سلمي يكفله القانون، فقام من مقعده وصفعني على وجهي مرات عدة. بعد انتهاء التحقيق، أرجعوني إلى الغرفة التي كنت فيها، وتناوب أشخاص عدة على ضربي والاعتداء علي".
فنون التعذيب
وتابع "استمر هذا الوضع أياما عدة، كانوا يعتدون علي بالضرب مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، وكانوا يطلبون مني الوقوف لساعات طويلة حتى تنهار قواي وأسقط على الأرض. بعد ذلك بدأت مرحلة أخرى من التعذيب، وهي الكي بالنار، فكانوا يضعون بعض قضبان الحديد على النار، قبل أن يضعوها على ظهري وأرجلي. كما كانوا يقومون بإطفاء أعقاب السجائر على ظهري وبطني. وكانوا يمنعون عنا الطعام والشراب فترات طويلة حتى نشارف على الهلاك،
وبعدها يمنحوننا كميات بسيطة. كل ذلك لأني شاركت في تنظيم مظاهر سلمية".
واستطرد "مع أن التعذيب الذي تعرضت له كان قاسيا جدا، إلا أنه يعد بسيطا بالمقارنة مع ما تعرض له آخرون، سمعت عن معاناتهم داخل المعتقل، إذ تعرضوا للصعق بالعصي الكهربائية، وصب الماء المغلي على مناطق حساسة، كما كانوا يحرمون النوم أياما عدة متتالية، حتى تعرضوا للإصابة بالانهيار العصبي".
قسوة مفرطة
وختم المصدر تصريحاته بالقول "قبل أن أخرج من المعتقل علمت أن المسؤول عنه يدعى ناصر المهدي، ويكنى بـ"أبو حسين"، وهو شخص عديم الرحمة، ينهال على المعتقلين بالضرب المبرح لأبسط الأسباب. واستدعاني وطلب مني التوقيع على مجموعة من الأوراق، وعندما سألته عن محتواها قذفني بمطفأة الدخان الزجاجية على رأسي، حتى غبت عن الوعي".
وأشار قانونيون إلى أن ما ترتكبه ميليشيات الحوثيين في حق المعتقلين هي تجاوزات يعاقب عليها القانون، وتصرفات تنم عن مشكلات نفسية يعانون منها، وأكدوا أنها جرائم لا تسقط بالتقادم". وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين دانت تعرض الصحفي محمود ياسين ومجموعة من الناشطين إلى تعذيب نفسي وجسدي على أيدي الميليشيات في جهاز الأمن السياسي في محافظة إب، وأعلنت تنظيم وقفة تضامنية اليوم بمقر نقابة الصحفيين بحي الزراعة، للمطالبة بالإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين.