عند الكلام عن فؤاد الأخضر، وما تعرض له فؤاد في مجتمعنا الرياضي من إجحاف ونكران، فأول ما تستعيده الذاكرة، هي مأساة أبوحيان التوحيدي أديب الفلاسفة الذي أحرق كتبه وخلاصة تجربته ورحيق فكره في ساعة يأس وقنوط ضانًا بها على من لا يعرف قدرها، وكأنه ينتقم من الناس الذين جحدوا علمه وأدبه.

فؤاد وبعد ظهوره في برنامج الكبار، تشعر به وهو يتكلم، أن هناك ما يخفيه، كان بين طيات حديثه اعتراض بحجم السماء لمجتمع رياضي لم ينصفه وينزله منزلته الطبيعية، وهو النجم الأسطوري والقائد الملهم الذي قضى زهرة شبابه في خدمة الوطن، فكان الجحود ونكران الجميل هو النتيجة النهائية لهذا الكم الهائل من العطاء الذي منحه فؤاد للوطن بلا مقابل يوازي ما قدمه من إبداعات وإنجازات وعطاء بلا حدود.

فؤاد الأسطورة الأولى في الرياضة السعودية بلا منازع، وأفضل قائد قدمته، فؤاد المدرسة الكروية، والقدوة في أخلاقه وتواضعه ومهنيته وحماسته الطاغية وعشقه الكبير لوطنه، حتى بات اسمه مقترنا بالأخضر وسيدوم فؤاد الأخضر نبراسا مضيئا وكوكبا هائلا وسائر النجوم ليسوا سوى كويكبات ضئيلة في فلكه الوهاج، ورابطة العشق التي عقدها مع الأخضر لن تنفرط مع تعاقب السنين وستكون حكاية مدهشة تتداولها الألسن جيلا بعد جيل.

مهما طالت ظلمة النكران وسديم التجاهل، ستشرق شمس الإنصاف يوما، وسيدرك أبناء الوطن وإعلامه من هو فؤاد؟ وماذا قدم؟ فكتبه تأبى أن تحترق، ومعلقاته عصية على النسيان، وألمعيته الكروية لن تردمها مخالب الإعلام المضلل، وكل من يحمل في داخله مثقال ذرة من عدل، سيقول إن فؤاد هو النجم الأول الذي ينبغي أن يحذو حذوه الجميع.