أظهر تقرير متخصص في الأمن القومي الرقمي أن السعودية وتركيا، كانتا الأكثر استهدافا بين دول الشرق الأوسط من قبل الهجمات الإلكترونية، إذ شهدت المملكة 11% من إجمالي الهجمات التي تأثرت بها المنطقة مقابل 6% استهدفت تركيا.

ووضع تقرير شركة الأمن الإلكتروني الأميركية "فاير آي" - حصلت "الوطن" على نسخة منه - قطاع التعليم في المملكة على رأس القطاعات التي واجهت أكبر عدد من الهجمات الإلكترونية على مستوى منطقـة الشرق الأوسط خلال العام الحالي، لافتا إلى أن القطاع يعد جاذبا لمصـادر "التهديد المتطـور المستمر".

ويرجع التقرير ذلك للتغيرات الأخيرة في التنظيم والجهود الرامية للارتقاء بالرقمنة التي تقودها وزارة التعليم السعودية.

التعليم بيئة مثالية

ويشير القائمون على التقرير إلى أن قطاع التعليم بيئة تجميع مثالية للمهاجمين، نظرا لحرية استخدام أنظمة وموارد تكنولوجيا المعلومات للطلبة من أجل التعلم، ومن هناك يمكن للمهاجمين أن يسيطروا على أي نظام لإطلاق هجمات ثانوية وذات أهمية أكبر تمثل في العادة غايتهم النهائية.

كما لاحظت "فاير أي" أن السعودية وتركيا، كانتا الأكثر استهدافا من بين دول الشرق الأوسط، إذ شهدت المملكة 11% من إجمالي الهجمات التي تأثرت بها المنطقة بينما تركيا شهدت 6% من تلك الهجمات.

ووفقا لتقرير التهديدات المتطورة من "فاير آي"، شهدت المملكة استخدام أدوات متطورة مثل "إكستريم رات" "XtremeRAT" و"سباي نت" "SpyNet" التي تعد غير مفتوحة للاستخدام على الرغم من توافرها للعموم، وذلك لكونها تتوافر عادة كأداة تجارية، كما أن برنامج "إكستريم رات" شائع جدا بين المهاجمين الذين ينطلقون من منطقة الشرق الأوسط.

الإنترنت الخفي

تقرير التهديدات المتطورة يرى أن مصادر التهديد تحركها أهداف مختلفة، علاوة على زيادة مستوى التعقيد لسرقة البيانات الشخصية واستراتيجيات الشركات في مختلف القطاعات، بهدف تحقيق ميزة تنافسية أو إحباط الاعتمادية التشغيلية، وتتميز تلك المصادر بالمرونة والتركيز، وتستهدف المؤسسات التي ترى أنها ستحقق منها مكاسب واضحة.

وتستند نتائج التقرير على بيانات من وحدة "فاير آي" السحابية "الاستطلاع الديناميكي للتهديدات"، كما سلط خبراء "فاير آي" الضوء بشكل خاص على سرقة معلومات الدخول السرية كنموذج متنامي لأعمال "الإنترنت الخفي"، وتصل هذه المعلومات غالبا إلى أسواق "الإنترنت الخفي" وتتاح للبيع لمن يقدم بسعر أعلى.

وعلى النطاق الأوسع لمنطقة الشرق الأوسط، يعد القطاعين الحكومي والتعليمي أكثر القطاعات المتأثرة بنسب وصلت إلى 61% و29% من هجمات "التهديد المتطور المستمر" على التوالي.

استراتيجية دفاع إلكترونية

وذكر أحد القائمين على التقرير أن هناك استمرارية في التوجه لاستخدام الهجمات المتطورة ضد المؤسسات في المملكة، ويعتقدون بأن الفضاء المعلوماتي يعكس التطورات الجارية على أرض الواقع، إذ يثبت تقرير التهديدات المتطورة الأخير بأن تغيير الهيكليات والعمليات في القطاعين الحكومي والتعليمي في السعودية يمكن أن يشكلا فرصة يستثمرها المجرمون الإلكترونيون.

وفي ضوء المكانة الاستراتيجية التي تتمتع بها المملكة من خلال امتلاكها لبعض أكبر احتياطات النفط.

وأضاف المصدر قائلا: "ومن أجل مواجهة الهجمات المتزايدة يتوجب على الحكومات والشركات الإقليمية إعداد استراتيجية دفاع إلكترونية فعالة ومتماسكة لتعمل على الحد من مخاطر التسرب وسرقة البيانات القيمة والملكية الفكرية".