في تطور جديد فرضه التدخل العسكري الروسي في سورية، بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلفاؤه، أمس، أكبر تدريب عسكري منذ أكثر من عقد، في استعراض للقوة وسط البحر المتوسط، فيما تسعى روسيا إلى إثبات قوتها على الجهة المقابلة في الشام.
ويشارك في التدريب 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية، و140 طائرة، وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع، فيما يصل عدد من كبار المسؤولين في التحالف إلى قاعدة جوية بجنوب إيطاليا، لحضور استعراض بالطائرات وطائرات الهليكوبتر اليوم.
عالم أكثر قتامة
وقالت تقارير إن الحلف وشركاءه يريدون إظهار أن بوسعهم التحرك، فيما وصفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأنه "عالم أكثر قتامة وخطورة". ووفقا لما ذكره السفير البريطاني لدى الحلف آدم تومس، "الحلف بحاجة إلى الاتفاق على توجه طويل الأمد تجاه روسيا".
وأضافت التقارير أنه رغم توجيه الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب، وأن التدريبات كانت مقررة قبل الحشد العسكري الروسي في سورية، فإن تصاعد وتيرة الصراعات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يشكل تحديا للحلف كي يستجيب للمخاطر التي تهدد حدوده، وللبحث عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على جناح الحلف الشرقي.
استهداف حمص
يأتي ذلك في وقت شهد الريف الشمالي لحمص أمس، محاولة اقتحام من قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي، وجاء الهجوم من عدة محاور، ما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين، بينهم طفلة وإصابة عدد من المدنيين في تير معلة تم إسعافهم إلى المستشفيات الميدانية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتالا اندلع حول بلدة تلبيسة، وهي جزء من جيب واقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة شمالي مدينة حمص التي تواجه قصفا شرسا من الطائرات الروسية منذ نحو أسبوعين.
وفي سياق متصل، استمرت أمس هجمات قوات النظام مدعومة بميليشيات حزب الله وإيران، بغطاء جوي روسي ضد فصائل المعارضة في حلب، وأشار المرصد إلى أن القوات التابعة للنظام تحاول التقدم شرقي حلب تجاه مطار كويرس، لافتا إلى أن هذه القوات واصلت عملياتها بمحافظات حماة وإدلب واللاذقية في الشمال التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الشهور الأخيرة.
الائتلاف يستنكر
وكانت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد دعت في سياق اجتماع خاص مع سفراء دول أصدقاء الشعب السوري أول من أمس، إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان الروسي على ريف حمص الشمالي بشكل خاص، وباقي المدن السورية.
ونقل الأعضاء رسالتين للسفراء تركزان على أن الاحتلال الروسي يستهدف قوى المعارضة المعتدلة والمدنيين، ولا يستهدف تنظيم داعش، وأن الغارات الروسية تقوي النظام وداعش بشكل مباشر وغير مباشر، وتقوض العملية السياسية في سورية.
وطلبت الهيئة السياسية من السفراء ضرورة رفع مستوى المساعدات الإنسانية والعسكرية من أجل حماية المدنيين، ووقف الاعتداءات الروسية المتكررة عليهم بتنسيق كامل مع نظام الأسد والاحتلال الإيراني.