تصدى فلسطينيون في محافظة الخليل لمستوطنين هاجموا منازلهم فجر أمس، وقال شهود إن شبانا فلسطينيين أحرقوا إحدى سيارات المعتدين في نابلس بالضفة الغربية بعد اقتحامهم المدينة باتجاه مقام النبي يوسف.

من جهتها، منعت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية المستوطنين من دخول مقام قبر يوسف وسلمتهم لسلطات الاحتلال، التي اعتقلت بدورها، فلسطينيين وأصابت العشرات بالرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع بالضفة الغربية، كما اقتحمت مخيم قلنديا شمال القدس وأصابت شابين واعتقلت ثالث.

يأتي ذلك في وقت حول فيه الاحتلال الإسرائيلي بلدات العيساوية، وجبل المكبر، وصور باهر، والشيخ سعد بالقدس الشرقية، إلى مناطق معزولة. وأغلقت شرطة تل أبيب جميع مداخل بلدة العيساوية بالمكعبات الأسمنتية، عدا ممر ضيق في المدخل الشرقي للبلدة التي يقارب عدد سكانها نحو 17 ألف نسمة، وذلك تطبيقا لقرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.

وأفاد شهود بأن إغلاق مداخل ومخارج البلدة زاد الحياة تعقيدا، كما أجبرت سلطات الاحتلال الفلسطينيين من سكان القرية على الاصطفاف قبل خروجهم من البلدة لإخضاعهم للفحص الذي يستوجب كشف الرجل عن الجزء الأعلى من جسده وإبراز بطاقته الشخصية، إضافة إلى تفتيش حقائب أطفال المدارس والنساء.

عمليات التفتيش

وتجري عملية التفتيش تحت فوهات بنادق الشرطة الإسرائيلية المنتشرة على تلة مطلة على مكان التفتيش، فيما يضطر سكان البلدة إلى الانتظار ساعات طويلة في حال أرادوا الخروج من البلدة أو الدخول إليها بسياراتهم.

ولا يقتصر تشديد الخناق على الأحياء بل شمل احتجاز جثامين الشهداء المتهمين بتنفيذ عمليات ضد مستوطنين، وقال والد الشهيد بهاء عليان من جبل المكبر المحامي محمد عليان: "عندما سئلت هل تريد أن تدفن ابنك في المقبرة؟ أجبت بأن فلسطين كلها مقبرة له. لن يذلونا في جثامين أبنائنا".

رفض إسرائيلي

في المقابل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفض حكومته مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الرامي إلى تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة، مؤكدا مواصلة الإجراءات الأمنية التي اتخذها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ألمانيا هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

من جهتهم، يرى مسؤولون فلسطينيون أن الوضع القائم يطابق عصر الانتفاضة الثانية عام 2000، حينما اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون المسجد الأقصى.

وبحسب المسؤولين الفلسطينيين، فإن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي الجهة الوحيدة التي يحق لها الإشراف على الأقصى وتحديد من يدخله وساعات الدخول والخروج، مشيرين إلى أن شرطة الاحتلال تسمح للمستوطنين في الوقت الحالي باقتحام المسجد، بينما تمنع المسلمين دون 50 عاما من دخوله وهو ما فجر الهبة الجماهيرية.