بعد فشلها في استقطاب شباب للمشاركة في القتال إلى جانب ميليشياتهم التي تواجه أوضاعا صعبة في مختلف جبهات القتال، أقدم المتمردون على معاقبة الشباب الرافضين للقتال، بمنعهم من ممارسة الأنشطة الرياضية. وعندما رفض شباب مدينة ذمار، الانصياع لهذه التعليمات، بادرت الميليشيات إلى اعتقال بعضهم.

وقالت مصادر محلية في المدينة إن الجماعة المتمردة أقدمت منتصف ليل أول من أمس على اختطاف ثلاثة أطفال، وشاب واحد، بعد دهم منازلهم، بسبب تنفيذهم نشاطا رياضيا صباحيا بشكل يومي. ونقلت عن عائلاتهم أن عناصر الجماعة اقتحموا المنازل واختطفوا الشباب بالقوة، ما أدى إلى حالة من الرعب، سادت الحي إثر المداهمات، التي نفذها المسلحون بصورة استفزازية، بينما كانت أسرهم قد خلدت إلى النوم، وهو ما أثار فزعاً في الحي.

رفض شعبي

وقالت المصادر، إن الأربعة صغار السن، الذين تم اختطافهم كانوا يلعبون كرة القدم في الحي الذي يسكنون فيه وسط المدينة صباح أول من أمس، وإن الحوثيين حذروهم في وقت سابق من ذلك، واتهموهم بإثارة الفوضى.

وأضافت أن ما قامت به الجماعة المتمردة يأتي بعد فشلها في حشد المزيد من المراهقين لجبهات القتال، بسبب مقتل العشرات من المراهقين من أبناء المحافظة في حروب الحوثيين بعدد من المحافظات، كما اعتبرتها رسالة تحذير لأبناء المحافظة من رفضهم الدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال.

وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن أهالي المدينة رفضوا مشاركة أبنائهم في القتال، وذلك عقب وصول جثث 15 من المراهقين الذين استدرجتهم الميليشيات للقتال إلى جانبها في محافظتي تعز ومأرب، ما أثار غضبا واسعا وسط الأهالي الذين اتهموا الانقلابيين بعدم الحرص على سلامتهم.

تهديد بالقتل

وكانت منظمات دولية قد انتقدت إقدام المتمردين الحوثيين على تجنيد الأطفال للقتال في صفوف ميليشياتها، مشيرة إلى أن كثيرا من أولئك القاصرين تعرضوا لخدعة كبيرة من المتمردين، الذين أكدوا لهم أن دورهم سيقتصر على حراسة بعض الأماكن، وتقديم خدمات مساندة، لكنهم فوجئوا بالدفع بهم إلى صفوف القتال الأمامية.

وأشار بعض الأطفال الذين سقطوا أسرى بأيدي الثوار إلى أنهم فكروا كثيرا في الهرب، لكن المتمردين كانوا يهددونهم بالقتل إذا فكروا في الانسحاب أو تسليم أنفسهم للثوار، كما أمدوهم بحبوب طلبوا منهم تناولها باستمرار، مشيرين إلى أنهم كانوا يشعرون بأحاسيس غريبة عليهم، حيث يظلون في حالة تبلد وشبه غياب عن الوعي، وتزداد لديهم الرغبة في القتل والتدمير بمجرد تناول تلك الحبوب، التي تسمى "حبوب الشجاعة"، بينما هي في حقيقتها حبوب هلوسة، يوردها النظام الإيراني لعملائه الحوثيين.