فتحت حادثة مقتل 10 من هيئة تحرير مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية شهية عدد من الكتاب والسياسيين والإعلاميين الغربيين لتأليف ونشر كتب تتحدث عن تنظيم داعش الإرهابي. وظهر جليا في كثير مما ألف عن "داعش"، أنه يحمّل السياسيين، خصوصا الأميركيين، مسؤولية كبيرة في ظهور التنظيمات الإرهابية، وذلك لفشلهم في تحليل واقع العالم الإسلامي. ويمكن تقسيم الكتب إلى ثلاث فئات رئيسة: الأولى تتحدث عن ظروف نشوء التنظيم الإرهابي، والثانية عن ممارسات التنظيم، والأخيرة عن أساليب مواجهته.
شكَّلت وفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011 واندلاع حركات التمرد المختلفة في كثير من البلدان العربية مرحلة جديدة للإرهاب، أنهت الدائرة التي بدأت مع هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية. تلك الدائرة وصلت ذروتها من حيث أعمال العنف في عام 2005 وبعد ذلك بدأت بالتراجع شيئا فشيئا بسبب الضغوط التي واجهتها المنظمات الإرهابية.
لكن الهجمات التي وقعت في باريس في يناير 2015 التي قام بها 3 أشخاص، حيث هاجم شاب متجرا يهوديا وقتل أربعة أشخاص، فيما قتل الآخران 12 شخصاً، بما في ذلك 10 من هيئة التحرير في مجلة "شارلي إيبدو". جعل أنظار الكتاب والسياسيين والإعلاميين، تتجه للتأليف ونشر الكثير من المؤلفات التي تتحدث عن تنظيم" داعش" الإرهابي. وظهر جليا في الكثير مما ألف عن "داعش" من إصدارات غربية أنها تحمل السياسيين وخصوصا الأميركيين مسؤولية كبيرة في ظهور التنظيمات الإرهابية، وذلك لفشلهم في تحليل واقع العالم الإسلامي.
ويمكن تقسيم الكتب التي تتناول تنظيم داعش إلى ثلاث فئات رئيسة: كتب تتحدث عن ظروف نشوء التنظيم الإرهابي، كتب تتحدث عن ممارسات التنظيم، وكتب تتحدث عن أساليب مواجهته. وفيما يلي مثال على كل نوع من هذه الكتب.
أسئلة حائرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية
يعرض كتاب "فهم داعش والحرب العالمية الجديدة على الإرهاب" لمؤلفه" فيليس بينيس" بعض السبل لمواجهة تنظيم "داعش". يقول المؤلف: إن الولايات المتحدة دخلت الآن نسخة جديدة من الحرب على الإرهاب التي بدأها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وأصبحت مكونا رئيسيا من السياسة الخارجية الأميركية. هجوم الولايات المتحدة والناتو على ليبيا في 2011، آلاف الجنود على أرض العراق، خطط لإبقاء قوات قتالية أميركية في أفغانستان، تصاعد حرب الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن والصومال ومناطق أخرى، والآن حملات قصف جوي ضد داعش في العراق وسورية وربما ما وراء ذلك.
في هذا الكتاب، يحاول فيليس بينيس الإجابة عن عدة أسئلة رئيسة مثل: ما هو تنظيم داعش؟ لماذا يتصرف بكل هذا العنف؟ هل كان يجب إبقاء جنود أميركيين في العراق؟ هل يمكن فعلا خوض حرب ضد الإرهاب؟ كيف يجب أن ترد الولايات المتحدة على عنف داعش؟ ما هي المخاطر التي تنتظر العالم بسبب الشكل الجديد للإرهاب؟
قطع الرؤوس ضمن فهم التنظيم للإسلام
وجد أعداء الإسلام في ممارسات "داعش" التي شوهت صورة هذا الدين الحنيف فرصة ذهبية لمهاجمة الإسلام والمسلمين، فكتاب مثل" فضح داعش: قطع الرؤوس، الاستعباد، والواقع الجهنمي للإسلام المتطرف" لمؤلفه "إريك ستتيكلبيك"، نموذج عن كتب عديدة تهاجم الإسلام من خلال تثبيت ادعاءات التنظيم المحرفة بأن الممارسات الوحشية التي يقوم بها تمثل الدين الإسلامي. يقول الكاتب إن تنظيم "داعش" يقوم بقطع رؤوس معارضيه، بما في ذلك الصحفيين الذين يقبض عليهم وهم يقومون بعملهم، حيث يستمد هذا الفعل ـ حسب زعم الكاتب ـ من أيديولوجية قطع الرؤوس واستعباد الناس وغير ذلك من الممارسات من تعاليم الدين الإسلامي.ويضيف الكاتب: إن تنظيم داعش يسيطر على مساحة كبيرة من الأرض وهناك حوالي 8 ملايين شخص يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها، ويفرض فيها قوانين الرق وقطع الرؤوس والأيدي والرجم وغير ذلك من القوانين التي يعتبرها الكاتب وحشية وبدائية.
سياسة الغرب الفاشلة سبب ظهوره
يعيد كتاب "بروز الدولة الإسلامية: داعش والثورة الجديدة" لمؤلفه"باتريك كوكبورن" سبب ظهور تنظيم "داعش" إلى تصاعد الحرب الأهلية في العراق ومن ثم في سورية. ويقول: لقد أدهش هذا التنظيم العالم في 2014 عندما استطاع أن يؤسس قوة جديدة كبيرة في الشرق الأوسط. يمزج التنظيم بين التشدد الديني والخبرة القتالية، وأصبح يشكل الآن خطرا حقيقيا على الأمر الواقع في المنطقة.
وفي هذا الكتاب، يتحدث "كوكبورن" عن الصراعات التي أدت إلى فشل السياسة الخارجية الأميركية، ويوضح كيف خلق الغرب الظروف الملائمة للنجاحات التي حققها تنظيم داعش بسبب إشعال فتيل الحرب في سورية. ويعتقد الكاتب أن الغرب قلل من أهمية قدرات التنظيم إلى أن تأخر الوقت كثيرا وفشل في اتخاذ أي موقف جدي ضد الجهات الراعية للإرهاب.