تضاربت تصريحات مسؤولي الخارجية الإيرانية حول الموقف مما يجري في اليمن، نتيجة للضربات الساحقة التي تواصل مقاتلات التحالف العربي توجيهها للمتمردين الحوثيين، وفلول المخلوع صالح، فبينما دعت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، المملكة إلى "دعم الآليات السياسية للتوصل إلى الاستقرار والهدوء في المنطقة"، كانت تصريحات الوزير، محمد جواد ظريف أكثر مرونة ودبلوماسية، حيث أشار إلى أن "أمن المملكة يهم بلاده وأنّها حريصة عليه". وأنكر أن تكون بلاده قدمت أو تقدم أي دعم للمتمردين الحوثيين. وجدد الدعوة إلى البحث عن حلول سياسية للأزمة.

اضطراب التصريحات

وأشار محللون إلى أن تضارب لهجة الحديث داخل الوزارة الواحدة هو مؤشر واضح على الاضطراب الذي تشعر به طهران، حيال حليفها الحوثي، الذي باتت الهزيمة تلاحقه من كل الجهات، لاسيما بعد عجز إيران عن مد يد العون له، بسبب المراقبة التي تفرضها قيادة التحالف على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وقال المحلل السياسي سامي البيحاني "طهران اكتفت بالفرجة على ما يجري لحليفها الحوثي، ولم يعد بإمكانها تقديم شيء له، فالتقدم المتلاحق لمقاتلي المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية أربك كافة حساباتها، والغارات التي تشنها طائرات التحالف العربي قضت على بقية ما كان بحوزة التمرد من أسلحة. لذلك ربما يكون نفي الوزير ظريف تقديم دعم للانقلابيين هو بمثابة إعلان بالتخلي عنهم".

وتابع بالقول "دعوة ظريف للبحث عن حلول سياسية هي كلمة حق أريد بها باطل، فطهران غير معنية بالحل السياسي، ولو كانت كذلك لما دفعت حليفها الحوثي إلى اجتياح العاصمة صنعاء من الأساس، لكنها تريد المناورة وكسب الوقت، والبحث عن مخرج ينقذ حلفاءها من الهزيمة".

تقاسم الأدوار

وعن تصريحات أفخم قال "كثيرا ما تعمد طهران إلى محاولة تقاسم الأدوار وتوزيعها بين مسؤوليها، بحيث يميل أحدهم إلى التصعيد وتهديد الدول الأخرى، فيما يقوم آخرون بتبني خطاب تصالحي، داع للحوار. وهي سياسة فاشلة تتبعها الدول التي لا تملك رؤى سياسية واضحة، لأن المبالغة في لعبة تقاسم الأدوار هذه، وسوء إخراجها، كثيرا ما يوقع طهران في تناقضات صارخة، ويضفي غموضا على حقيقة مواقفها من عدة قضايا". وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء الماضي إن من ينكر دعم طهران للحوثيين "كمن ينكر أن الشمس تشرق من الشرق"، مؤكدا أن المنطقة "تواجه الآن تحديات أكثر من السابق ونحن نتعامل معها". وأضاف أن الهدف من العمليات العسكرية في اليمن هو تحريرها ورد العدوان عن السعودية.