واكبت تجمعات العائلات التطور الرقمي لتتحول إلى تجمعات افتراضية من خلال مجموعات الواتساب، يتبادل بها أفراء العائلة الصور والروابط لمواضيع متنوعة، وتناول عدد من الدراسات آثار استخدام التقنية على طبيعة العلاقات العائلية.
وأوضح المحلل النفسي المتخصص في الدراسات الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي أن استخدام التقنية إيجابي فيما يخص التواصل مع الأقرباء، لأنه أصبح جسرا بينهم مهما كانت المسافات التي تبعدهم، فبعد أن كان التواصل محصورا على الأعياد صار يمتد إلى معرفة مستجدات الحياة من خلال هذه البرامج.
أما من الناحية الأسرية في داخل العائلة الواحدة يقول الغامدي "غالبا والطبيعي ألا يكون تواصل العائلة عن طريق الواتساب لأنهم يعيشون في منزل واحد، ولكن هناك من حصر التواصل مع عائلته على الواتساب"، مشيرا إلى أهمية زرع التلاحم بين أبناء الأسرة، وإلا فإنهم سيكونون فريسة سهلة للانجراف إلى العزلة.
وبين الأخصائي الاجتماعي في مستشفى الأمل عادل الشيخ أن هذا الأمر أخذ حيزا كبيرا من المجتمعات، والإفراط في استخدام أي شيء سيعود بنتيجة عكسية، مضيفا: "إن الأسرة هي نواة المجتمع والتجمعات الأسرية وهي ما يتعلم منها الطفل، والواتساب مفيد في نقطة التذكير والمواضيع العامة ونشر مواضيع طريفة، أما على مستوى التواصل العميق فلا ينصح به، لأنه يسبب خللا في مهارات التواصل الاجتماعي المباشرة لدى الفرد مهما أقنعنا أنفسنا بأننا نستخدمه فقط للمتعة فسيتحول إلى طريقة تواصل أساسية".
وأشار إلى أنه اطلع على دراسة من جامعة أميركية أظهرت أن الواتساب وإدمان استخدامه يزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب، قائلا "إن من اخترع مثل هذه الوسائل هي مجتمعات فارغة ليس لديهم تواصل حقيقي يبحثون من خلال هذه الوسائل عن خلق طرق تساعد الإنسان في إيجاد من يسمع له، أما مجتمعنا فلديه هويته ونحن من خلال تعاليم الإسلام وعادتنا مترابطون، والأسرة لدينا لها مكانتها، فلا أنصح بأن ننجرف إلى مثل تلك الوسائل في حال توفر التواصل المباشر".