احتشد عشرات الآلاف من الجنوبيين في مدينة عدن، لإحياء الذكري الثانية والخمسين لثورة 14 أكتوبر، التي خاضها شعب جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني، وهي الثورة التي انطلقت أولى شرارتها من جبال مدينة ردفان بمحافظة لحج عام 1963، وأدت بعد كفاح مسلح استمر أربع سنوات إلى إعلان بريطانيا جلاء قواتها العسكرية من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967. وردد آلاف المتظاهرين الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية وأعلام دول التحالف العربي، وصور الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول الخليج، شعارات مُنددة بالحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، وما سببته من خراب وتدمير. كما نصبت في ساحة التظاهرة لوحة عملاقة تحوي صورتي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
إحياء ذكرى الشهداء
وشهدت الفعالية التي احتضنتها ساحة العروض في خور مكسر وقفة حداد على أرواح الشهداء، وتنفيذ العديد من العروض العسكرية والقتالية التي نفذتها وحدات عسكرية وأمنية من المقاومة الشعبية، وسرايا أخرى حديثة التخرج من مراكز ومعسكرات التدريب التابعة للمقاومة، من بينها وحدات عسكرية من أبناء حضرموت كان قد تلقت أخيرا تدريباتها العسكرية في معسكرات التدريب في محافظة الضالع. حيث سارت تلك الوحدات العسكرية على طول الساحة.
وقال العقيد أحمد اليزيدي، إن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها وحدات من الجيش من أبناء المدينة في مثل هذه المناسبات عقب تحرير المدينة من سيطرة المخلوع والحوثي. فيما قال المواطن صالح السعدي، في حديثه إلى "الوطن" إنه يشارك في الفعالية هذه المرة دون أن يشعر بالخوف من أن يتم قتله بالرصاص من قبل قوات المخلوع، حيث جرت العادة أن تتعرض الفعاليات التي يقيمها الحراك السلمي الجنوبي لعمليات قمع وحشي من قبل قوات الأمن والجيش التابع للمخلوع صالح، وهو القمع الذي أدى لمقتل وجرح الآلاف من الناشطين خلال السنوات الماضية.
إشاعات وأكاذيب
وكانت شائعات قد انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية عن وجود تهديدات بوقوع اعتداءات إرهابية تستهدف المشاركين في الفعالية أسوة بتلك التي كانت قد عاشتها المدينة أخيرا عقب تعرض مقر الحكومة ومقر عمليات قيادة القوات الإماراتية فيها إلى هجمات إرهابية شنها انتحاريون. وقال القيادي الميداني في المقاومة أحمد الإدريسي إلى "الوطن" إن الغرض من مثل هذه الإشاعات هو إشاعة البلبلة في المدينة، وإخافة الناس لمنعهم من المشاركة في الفعالية، مؤكدا أن المقاومة الجنوبية عمدت إلى نشر وحدات عسكرية وعدد من الأطقم والآليات التابعة لها على مداخل ومخارج ساحة الفعالية، لتأمينها من أي تحركات تهدف لإفشالها والاعتداء على المشاركين.
إلى ذلك، عمدت حملتا "شكرا مملكة الحزم" و"شكرا إمارات الخير" إلى إزاحة الستار عن لوحة شارع الملك سلمان بن عبدالعزيز "الخط البحري سابقا. ويأتي هذا العمل عملا بالقرار الجمهوري رقم "68" لسنة 2015، الذي قضى بتسمية الشارع الرئيس في محافظة عدن بشارع الملك سلمان بن عبدالعزيز، اعترافا وتقديرا لجهود خادم الحرمين الشريفين.