حذرت منظمات إنسانية من مغبة الأزمة الإنسانية التي تمر بها مدينة تعز جراء الحصار الذي يفرضه عليها المتمردون الحوثيون، وسيطرتهم على كل مداخل المدينة، مشيرين إلى أن السكان باتوا يفتقرون إلى مياه الشرب، بعد قيام الانقلابيين بإيقاف محطة المياه الرئيسة، مشيرين إلى أن أعدادا كبيرة منهم باتوا يتناولون مياها غير مخصصة للشرب، ما يزيد مخاطر إصابتهم بالأمراض.
نزوح المدنيين
وأجبرت الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان المدينة الآلاف على النزوح من مساكنهم، حيث تؤكد المصادر أن ما يزيد عن 50 ألفا من السكان نزحوا خلال الفترة الأخيرة إلى العاصمة صنعاء وغالبيتهم باتوا يقطنون لدى أقارب لهم، فيما أكثر من 300 ألف نزحوا إلى قراهم في مديريات المحافظة، كما تشرد عشرات الآلاف في مدن مجاورة أبرزها إب.
ورغم ارتفاع أصوات عدد من المنظمات والهيئات الإنسانية بضرورة التدخل وإنقاذ المدينة مما تعانيه، ومطالبتهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف الحصار المميت الذي يمارسه المتمردون بحق سكان تعز، والذي يضاف إلى الجرائم الوحشية التي بدأتها الميليشيات الانقلابية عبر قصف المساكن والأحياء وقتل المدنيين بتعز بحجة أنهم دواعش وعملاء للتحالف، إلا أن كل ذلك لم يحرك ساكنا، ولم يدفع الانقلابيين إلى فك الحصار.
وقال المحلل السياسي ناجي السامعي إن تعز تواجه انتقاما وحقدا مشتركا من المتمردين ومن المخلوع صالح، فالحوثيون ينتقمون منها، لأنها رفضت أن تكون بوابة عبور للانقلابين لقتل أبناء عدن والمحافظات الجنوبية، والمخلوع صالح ينتقم منها لأنها كانت شرارة الثورة الشبابية في 2011 والتي أفضت إلى الإطاحة بصالح وعائلته من سدة الحكم.
طالب السامعي الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل وإصدار قرار فوري يلزم المتمردين برفع حصارهم عن المدنيين، وإيقاف القصف العشوائي الذي يشنونه بصورة يومية، ما أدى إلى مقتل مئات النساء والأطفال.
استهداف
وفي سياق ميداني، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن 24 من عناصر الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح قتلوا أمس في غارات للتحالف العربي الذي تقوده المملكة، بعد استهداف مواقع لهم بمحافظة تعز. وأضاف المركز أن المقاتلات شنت غارات استهدفت مواقع وتجمعات لقوات الحوثي وصالح في ميناء المخا وموقع القطاع الساحلي وفي المحجر القديم في محافظة تعز. كما تم استهداف عربات تابعة للميليشيات بطائرات الأباتشي.
تقدم ميداني
بدورها، حققت المقاومة الشعبية تقدما كبيرا على الأرض، وقال المركز إن الثوار سيطروا على أجزاء من حي البعرارة غرب المدينة، وقاموا بتمشيطها من الانقلابيين، كما تقدموا إلى جوار تبة قاسم وحاصروها من جميع الاتجاهات. مشيرا إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين في عدة مواقع غرب المدينة، بعد هجمات شنتها عناصر الميليشيا على مواقع المقاومة في محاولة للسيطرة عليها. إلا أن المقاومة صدت تلك الهجمات، ما أسفر عن مقتل 21 مسلحا، بينهم قائد ميداني. وتزامنت تلك المواجهات مع قصف شنه طيران التحالف العربي على مواقع الحوثيين وقوات صالح في جسر مفرق موزع ومواقع في مديرية الوازعية. وبحسب المصادر، فإن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح، وأدت إلى تدمير عدد من الدوريات العسكرية.