بدأت الآثار النفسية للحرب تنعكس على كثير من عناصر التمرد الحوثي العائدين من جبهات القتال، إضافة إلى الآثار العكسية الضارة للعقاقير المخدرة التي ظلوا يتناولونها خلال الفترة الماضية. وبات كثير من هؤلاء يعانون من حالات هستيرية وتظهر عليهم تصرفات تؤكد أنهم يعيشون لحظات وهم خارج الوعي.
ففي مديرية حيدان بمحافظة صعدة، أقدم متمرد حوثي عائد لتوه من مناطق القتال في محافظة مأرب، التي استعادتها القوات الشرعية وقوات التحالف من المتمردين خلال الأيام الماضية، على قتل زوجته. وأشار سكان محليون إلى أنهم استيقظوا في منتصف الليل على أصوات استغاثة امرأة، وعندما اقتحموا المنزل وجدوها غارقة في دمائها، بعد أن قام زوجها بذبحها أمام أطفالها.
تصرفات شاذة
وأشار سكان محليون إلى أن المجرم اعترف بما اقترفته يداه، وعزا ارتكابه الجريمة إلى أن زوجته طالبته بتوفير عدد من الأغراض التي يحتاجونها في المنزل، ولأنه لم يكن يملك المال الكافي استل خنجره وقام بذبحها، غير عابئ بتوسلاتها وصراخ أطفاله. وفي قرية بني زايد في شرق حراز، التابعة لمحافظة صنعاء، أقدم متمرد حوثي آخر على قتل والده بالرصاص بسبب مشادة كلامية حدثت بينهما أثناء تناولهما طعام الغداء ظهر أول من أمس. وقال مصدر محلي إن المتمرد الذي عاد قبل أيام قليلة من إحدى جبهات القتال كانت تبدر منه تصرفات غير طبيعية، وتنتابه نوبات من الهياج، وعندما طالبه والده بالذهاب إلى الطبيب غضب، وتجادل مع والده، وقام بأخذ خنجره وطعن به والده.
تهديد المجتمع
وأضاف المصدر أن الوالد تمكن من الفرار بعد تعرضه للطعن، وخلال عملية الفرار، التقى بأحد الأشخاص، وطلب منه النجدة، وحينما رآه ولده، أقدم على تفريغ خزنة رصاص كاملة في صدره، وأرداه قتيلا على الفور.
واختتم المصدر تصريحاته بالقول إن هناك كثيرا من المتمردين الذين عادوا أخيرا من جبهات القتال، مشيرا إلى أن معظمهم يعاني من هستيريا حادة تدفعهم إلى الصياح، وتبدر منهم تصرفات عدوانية، ما دفع كثيرا من الأهالي إلى تجنب الخروج من منازلهم، لا سيما في الأوقات المتأخرة من الليل، وأنهم أبلغوا السلطات المحلية حتى تقوم بما عليها من واجبات، إلا أنها أبدت عدم اهتمامها بالأمر.