ليس أمامنا سوى التعلق بأهداب الشك ونظرية المؤامرة.. فهذا الفيروس الذي هزمته دول فقيرة، بعضها يمتلئ بالمستنقعات والفساد والفوضى، هو مُرسل إلينا من الخارج.. تماما كتلك المغلفات التي كانت تحمل الجمرة الخبيثة خلال العقد المنصرم!

تعالوا نكذب على بعضنا: هناك من يسعى لتدمير بلادنا بهذا الفيروس.. تتعدد وسائل أعدائنا.. تختلف وسائل نقله.. قسم تقذفه الأمواج، قسم تطير به الرياح، وثالث يأتي وسط أجساد المتطوعين.. أجساد مفخخة بالفيروسات، تنقله إلى مجتمعنا فيستوطن الأجساد البريئة ويدمرها.. تعالوا "نزوّد العيار حبتين": إنها القوى العالمية الإمبريالية الصهيونية التي تسعى لتدميرنا!

دعونا نتحدث بهدوء.. ليس هناك عذر.. ولا ألتمس أي سبب لهذا الفشل الذريع في مواجهة هذا المرض.. نعم هو فشل، وفشل ذريع.. استخدام المفردات الناعمة ولغة التبرير والتخدير هو ما أوصلنا إلى هذه الحالة المتردية في مواجهة فيروس كورونا..

نحن نهرب عن حقيقة مرّة.. الفيروس ضرب أحد أهم مستشفيات الشرق الأوسط، مستشفى الحرس بالرياض، المستشفى الذي تموت أحلام المرضى دون الوصول إليه.. ماذا بقي بالله عليكم؟!

تعال معي نحو هذه الفرضية، وهي واردة تماما، وقد تسمعها اليوم أو غدا، لا سمح الله: ما الذي سيحدث لو اكتشفنا إصابة طفل في إحدى المدارس المكتظة بهذا الفيروس.. أي وباء، أي كارثة هذه التي ستواجهنا؟! كم سيهلك من البشر؟!

الأمر ليس سهلا.. استشعروا الخطر.. آخر الأخبار القادمة من شارع المطار القديم تقول: تم تسجيل 49 حالة إيجابية مؤكدة بفيروس "كورونا" خلال الأسبوع الماضي، منها 47 حالة في العاصمة الرياض!

هل لديكم حلول؟