فيما ينتظر عدد كبير من الحجاج على أبواب الساحات الخارجية للمسجد النبوي مستقلين حافلة الكدادة التي تنقلهم إلى المناطق التاريخية بالمدينة المنورة (قباء، القبلتين، جبل الرماة)، يقف العديد منهم حال وصولهم في منطقة (جبل الرماة)، مستذكرين الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة ومع مغادرتهم للموقع يجمعون الحجارة والتراب من المنطقة كذكرى يقدمونها لأهاليهم حال مغادرتهم المدينة.
وتدب الحركة في المواقع التاريخية بالمدينة المنورة منذ الصباح خاصة في ساحة شهداء أحد شمال المسجد النبوي، حيث تتوافد حافلات ومركبات صغيرة تقل زوارا من مختلف الجنسيات يقضون جزءا من نهارهم في الموقع الذي تتجسد فيه مشاهد معركة أحد التاريخية، وتبرز في الموقع مقبرة شهداء المعركة، حيث يقف في المكان زوار من مختلف الجنسيات يسترجعون تلك المشاهد التاريخية.
ورصدت "الوطن" أثناء جولتها على الجبل أعداد الزوار الذين يوجدون لالتقاط الصور التذكارية، وبحسب المعتمر محمد حسن القادم من مصر فإنهم يحرصون على أخذ بعض حجار جبل الرماة ونقلها إلى بلدهم كنوع من الذكرى، وهو ما يشاركه فيه الكثيرون من زوار المدينة المنورة من الحجاج والمعتمرين. بينما يؤكد زائر آخر أنهم يحرصون على أخذ الحجارة كدلالة على زيارتهم للمواقع التي ترتبط بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشاهد على رسالته وآثار الصحابة من بعده.
من جانبها، قالت المعتمرة الجزائرية فاطمة عناد إن الجبل له مكانة عظيمة في نفوسنا، وحرصنا على أخذ بعض أحجاره لنحتفظ بها ونحملها هدايا تذكارية لأهلنا.
من جهته، قال الباحث والمؤرخ في تاريخ المدينة وخبير الآثار الدكتور تنيضب الفايدي إن جبل الرماة يعد من أهم معالم المدينة المنورة المرتبطة بالسيرة النبوية، وغالبية الزوار يحتفظون ببعض الذكريات منه لعلاقته بغزوة أحد مما يتطلب حمايته بتسويره.