لم تعان فئة في التعليم كافة، وتعليم البنات على وجه الخصوص، كما عانت المعلمات اللاتي تم تعيينهن على بند 105، منذ سنوات طويلة. فهن اللاتي بددت الغربة فرحتهن بالتعيين، وفرقت شملهن حوادث الطرق الكثيرة، وهمشن بسبب نظرة المجتمعات المحافظة لهن كمغتربات يضطررن إلى التنقل بلا محرم، ليخدمن بنات وطنهن في كل الزوايا القصية في طول البلاد وعرضها، ثم يقابلن بعد ذلك بتجاهل الوزارة لمطالبهن المشروعة، باحتساب سنوات البند "سنوات الغربة" المهدرة من أعمارهن ضمن مدة الخدمة.

وبغض النظر عن المستحقات المالية التي ذهبت مع ما ذهب من عمر، وتوقهن إلى التقاعد منذ سنوات من الذكرى المحبطة، لم تراع فيها ظروفهن الإنسانية، إلا أن هؤلاء المعلمات يقفن على الضفة البعيدة وبينهن وبين التقاعد مفازة من سنوات "البند".. لذلك فأنا أتوجه بمقالي هذا لوزير التعليم عزام الدخيل بإطلاق رصاصة الرحمة على معلمات بند 105، باحتساب سنوات البند في الخدمة، ليتمكن من التقاعد بعد نيف وعشرين سنة من العطاء، عفوا.. أقصد "العذاب".