في ضربة جديدة للإرهاب بتركيا، سقط أمس عشرات الضحايا إثر انفجارين متتالين خارج محطة القطارات الرئيسة بميدان تاندوجان في العاصمة أنقرة.فيما أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى أنقرة الدكتور عادل مرداد أن جميع السعوديين الموجودين داخل الأراضي التركية بخير، ولم يصبهم أذى خلال الانفجارين الإرهابيين.

وأعلنت وزارة الداخلية التركية أن 86 شخصا على الأقل قتلوا كما أصيب 186 آخرون، نتيجة الانفجارين، في تمام العاشرة صباحا، في الوقت الذي كان الضحايا يتجمعون للمشاركة في تجمع حاشد نظمته نقابات وهيئات المجتمع المدني.

وقالت في بيان مكتوب إن المصابين يعالجون في عدد من المستشفيات.

فارق ثوان

وذكر شهود أن الانفجارين وقعا بفارق ثوان عن بعضهما، فيما تجمع المئات للمشاركة في مسيرة سلام للاحتجاج على الصراع بين قوات الأمن التركية والمقاتلين الأكراد في جنوب شرق تركيا، فيما أشار أحد الشهود إلى أنه رأى بعض الجثث مغطاة بالأعلام والملصقات، بما فيها أعلام حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، تحيطها بقع الدماء والأشلاء على الطريق.وأظهرت لقطات فيديو، مساعدة المشاركين في المسيرة للجرحى، بينما كان مئات الأشخاص المصدومين يجوبون الشوارع المحيطة.

ووضعت الجثث في دائرتين على بعد 20 مترا من بعضها في منطقة الانفجارين. في غضون ذلك، أطلقت الشرطة التركية النار في الهواء لتفريق متظاهرين غاضبين، حاولوا الاقتراب من محطة القطار عقب الحادث.

من ناحية ثانية، قال مسؤولان حكوميان إن السلطات تحقق في مزاعم بأن الهجومين من تنفيذ مفجر انتحاري، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، عن عقد اجتماع لمسؤولين في الحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية لبحث الهجوم.

يأتي ذلك، في وقت استعر العنف بين الدولة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور منذ يوليو الماضي، عندما نفذت تركيا ضربات جوية على معسكرات للمقاتلين الأكراد، ردا على ما قالت إنه ارتفاع في وتيرة الهجمات ضد القوات الأمنية.

وفي حين قالت مصادر إن الهجوم وقع في وقت تتنامى المخاوف الأمنية في تركيا قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات البرلمانية، دخلت المعارضة التركية على الخط، إذ اتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، قوى خفية بجر تركيا إلى مغامرات خطيرة، مشيرا إلى أنه حذر مرارا حكومة حزب العدالة والتنمية من جر تركيا إلى قضايا المنطقة.

وبحسب الكاتب الصحفي في صحيفة تركيا اليومية، إسماعيل كابان، فإن العملية الإرهابية تشبه التفجير الذي استهدف مدينة سوروج القريبة من الحدود السورية في يوليو الماضي.وعدّ كابان في تصريحات إلى "الوطن"، أن التفجيرات التي هزت أنقرة، تهدف إلى التشويش على النجاحات التي حققها حزب العدالة والتنمية الحاكم، مشيرا إلى أنها تأتي في وقت يستعد الناخب التركي للمشاركة في الانتخابات التشريعية المبكرة الشهر المقبل. ورأى كابان أن المستفيد الأول من إرباك الساحة التركية حاليا هم أعداء تركيا، وأيضا الجهات المتضررة من مواقف تركيا في الشرق الأوسط.

سفير المملكة يطمئن

وكان سفير المملكة بأنقرة د. عادل مرداد أكد في تصريحات إلى "الوطن" سلامة السعوديين الموجودين داخل الأراضي التركية ولم يصبهم أذى خلال الانفجارين الإرهابيين أمس، وقال إن السفارة اطمأنت على سلامة كافة السعوديين في أنقرة، بمن فيهم الطلبة الدارسون والسياح، مبينا أن الانفجار وقع في منطقة بعيدة عن مقر السفارة، وأن جميع منسوبي السفارة لم يتعرضوا لأي ضرر. وشدد السفير عادل مرداد على جميع السعوديين الموجودين على الأراضي التركية أخذ الحيطة والحذر وتجنب المواقع الخطرة، وعدم التردد في التواصل مع السفارة لتقديم الخدمة اللازمة.