المتأمل بعمق في الجماعات المتطرفة والإرهابية، يجد أن هناك قواسم مشتركة بينها، إذ لا تخلو جماعة منها، وأبرز تلك القواسم يتمثل في الجهل العميق بالدين الإسلامي وأهدافه ومقاصده الشريفة بدرجات متفاوتة، فبعض المتطرفين تجده يجهل أبسط قواعد الدين، رغم تفوقه في جوانب أخرى كالتقنية الحديثة، ولا أدل على جهلهم به من تلك التفسيرات الغريبة له عندهم.

فهم يفسرونه حسب أهوائهم وشهواتهم أو نظرا لما يعتقدونه بجهل، لذا وقعوا في محاذير عدة شرعية كثيرة وكبيرة ومفاهيم خاطئة، أبرزها أن الدين كله جهاد وهو مفهوم خاطئ، فالدين له جوانب أخرى كثيرة ومشرقة، تهتم بالحياة وبناء الأوطان، والجهاد له ألوان أخرى كجهاد النفس، وجهاد الكلمة، وألوان كثيرة من الجهاد السلمي، والتي لا تشوه معالم الدين الإسلامي، وتبرز وجهه الحضاري كما أن الجهاد لا يعني قتل المعاهدين ولا قتل النفس البشرية دون وجه حق، ولا الإحراق بالنار أو تفجير الوطن ومقدراته ومكتسباته وتفتيت وحدته باسم الجهاد، تفسيرات كثيرة مختلفة، كالاختطاف والاغتصاب واستغلال النساء والأطفال بشكل وحشي مفزع ومخيف.

كل ذلك من أجل أطماع سياسية وإقامة دولة من الوهم، ولا تقلّ أعمال داعش وأخواتها عن أعمال التتار في فترة مظلمة من فترات التاريخ. فما كدنا نفيق من تداعيات القاعدة وآثارها السيئة على الإسلام والمسلمين، حتى ظهرت داعش بهذا التشويه المتعمد للإسلام وأهله.