منذ بداية العام الحالي نفذ الفلسطينيون 17 عملية طعن استهدفت مستوطنين، مقابل ثماني عمليات طعن شهدها العام الماضي.

يأتي ذلك في الوقت الذي تصعد إسرائيل اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، إذ بلغت انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية خلال الربع الثالث من العام الحالي 191 اعتداء، استهدفت المدنيين والأماكن الدينية والأثرية والممتلكات والأراضي الزراعية. وفي محاولة لإذكاء الأزمة، دعا مسؤولون، بينهم رئيسا بلديتي القدس الغربية، وتل أبيب، ونائب وزير الدفاع، الإسرائيليين إلى حمل السلاح واستخدامه ضد الفلسطينيين.




فيما تستمر الاعتداءات الإسرائيلية وإجراءات قوات الاحتلال القمعية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، نفذ شبان فلسطينيون خلال اليومين الماضيين سبع عمليات طعن ضد مستوطنين، ليرتفع هذا النوع من العمليات إلى 17 عملية منذ بداية العام الحالي، وهو ما يسجل رقما قياسيا مقارنة بالعامين السابقين، حيث نفذ فلسطينيون ثماني عمليات طعن العام الماضي، وست عمليات عام 2013، وفق مصادر أمنية إسرائيلية.

وأشار جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" إلى أن 13 إسرائيليا أصيبوا في عمليات طعن في 2014، مقابل 12 إسرائيليا طعنوا عام 2012.

وسيلة الضعيف

ولم يبق الطعن وسيلة الضعيف في الأراضي المحتلة، بل زاحمه فيها المستوطنون الذين غالبا ما يستخدمون مسدساتهم، وذكرت مصادر مطلعة أن الشرطة الإسرائيلية اكتفت باعتقال يهودي أقدم صباح أمس على طعن أربعة فلسطينيين في مدينة ديمونا الجنوبية، بينما أطلقت النار على فتاة عربية من سكان الناصرة، قالت عناصر الشرطة إنها حاولت طعن جندي إسرائيلي في مدينة العفولة، فأصيبت بجروح وصفت بالمتوسطة.

وأضافت المصادر أنه تخلل هاتين العمليتين، استشهاد فلسطيني من سكان مدينة الخليل قالت الشرطة الإسرائيلية إنه طعن أحد جنودها، وخطف سلاحه في مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية، واعتقال شاب فلسطيني بتهمة طعن مستوطن في القدس الغربية.

الضوء الأخضر

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لأمنها بإطلاق النار على الفلسطينيين، إذ قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "إننا في أوج موجة إرهاب تتكون من السكاكين، والزجاجات الحارقة، والحجارة، والرصاص الحي. معظم هذه العمليات ليست منتظمة ولكن كلها تأتي نتيجة لتحريض وحشي وكاذب".

وبحسب مراقبين، فإن تعليمات نتانياهو القمعية لا تنطبق على المستوطنين، إذ إن يهوديا هاجم في 30 يوليو الماضي عددا من الإسرائيليين في القدس الغربية بسكين، فقتل أحدهم، واكتفت الشرطة باعتقاله.

حمل السلاح

في السياق ذاته، دعا مسؤولون من بينهم رئيسا بلديتي القدس الغربية، وتل أبيب، ونائب وزير الدفاع، الإسرائيليين الحاصلين على رخص سلاح، إلى حمل أسلحتهم واستخدامها ضد الفلسطينيين.

من جهته، حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات من تبعات الدعوة إلى القتل المباشر تحت ذريعة حماية النفس، وقال "هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها سلطات الاحتلال بالدعوة إلى حمل السلاح، فإسرائيل كان لديها جيشان، ميليشيات مسلحة من المستوطنين ترعاها وتحتضنها دولة الاحتلال، وقوات الجيش، ولكن يبدو أن لديها الآن جيشا ثالثا يتمثل في المدنيين المسلحين".

تحريض ممنهج

وأضاف "يأتي هذا التحريض الممنهج على القتل في الوقت الذي قتلت شرطة الاحتلال الشهيد فادي علون، بدم بارد بعد طلبه الحماية منهم، وسائقا فلسطيني آخر على حاجز الزعيم، وفرضها منظومة من العقوبات الجماعية على أبناء شعبنا هجّرت خلالها عائلات ثلاثة شهداء مقدسيين بصورة قسرية في القدس، وفي الوقت الذي تنفذ عصابات المستوطنين عمليات إرهابية منظمة ضد المواطنين الفلسطينيين الآمنين، واقتحاماتهم المتكررة ساحات المسجد الأقصى، والاعتداء على الممتلكات والأرزاق، يغذيها خطاب رسمي تتجسد فيه لغة الكراهية والعنصرية من المستوى السياسي، ودعم مطلق من حكومة اليمين المتطرف".

حوادث فردية

وبحسب مصادر أمنية من تل أبيب، فإن حوادث الطعن غالبا ما تكون فردية، ولا تتوافر لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية معلومات سابقة عنها، ما يصعب إيقافها والتصدي لها.

يذكر أن انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال الربع الثالث من العام الحالي، بلغت 191 اعتداء استهدف المدنيين الفلسطينيين والأماكن الدينية والأثرية، والممتلكات، والثروة الحيوانية، والأراضي الزراعية. وأكدت دراسة صادرة عن معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تصدرت قائمة الاعتداءات، بواقع 45 اعتداء، من أصل 63 تم تسجيلها على المقدسات الدينية والأماكن التاريخية والأثرية في الضفة الغربية المحتلة.