أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن روسيا وجهت ضربات جوية عدة على مواقع في غرب سورية، أمس، صاحبها هجوم بري على أربعة مواقع على الأقل تابعة لمقاتلي المعارضة، مضيفا أن قوات النظام السوري تنفذ الهجمات البرية بدعم الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية الحليفة لها.
وقال المرصد السوري إن الاشتباكات استمرت بين الطرفين في محافظة حماة، وإن طائرات حربية روسية شنت خلال اليومين الماضيين 20 غارة على الأقل على ريف حماة الشمالي، إضافة إلى 12 غارة استهدفت محافظة إدلب. ولفت إلى مقتل مواطنتين وطفلة أمس في غارات لطائرات يعتقد أنها روسية في بلدة دارة عزة في ريف حلب.من جانبه، قال قائد لواء الصقور، المعارض حسن حاج علي، أمس، إن الضربات الجوية الروسية دمرت مستودعات الأسلحة الرئيسة للواء في محافظة حلب، مشيرا إلى أن مقاتلي اللواء تلقوا تدريبا أميركيا الأسبوع الماضي.
تنسيق أميركي روسي
يأتي ذلك، بعد أسبوع من التدخل العسكري الروسي في سورية بدعوى ضرب تنظيم داعش، بينما عدّته دول غربية أنه يستهدف دعم قوات الأسد، منتقدة استهداف موسكو لفصائل المعارضة المعتدلة.
وفيما واصلت قوات التحالف الدولي استهدافها لتنظيم داعش في سورية، تجري موسكو وواشنطن منذ أيام اتصالات تهدف إلى إيجاد سبل تفادي أي احتكاك يمكن أن يحصل بين الطرفين في المجال الجوي السوري.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنها استجابت لطلبات البنتاجون ودرست عن كثب الاقتراحات الأميركية حول تنسيق العمليات في إطار مكافحة تنظيم داعش في سورية.
وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، إن واشنطن لن تتعاون عسكريا مع موسكو في سورية، لأن الاستراتيجية الروسية هناك "معيبة بشكل مأساوي"، لكن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء مناقشات أساسية وفنية بشأن سلامة الطيارين.
من جانبه، جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، التأكيد على أن بلاده "لن تقدم تنازلات" فيما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي. كما اتهم حلف شمال الأطلسي روسيا بتعمد انتهاك المجال الجوي التركي خلال شنها ضربات في سورية، عادّا أن ما جرى "لم يكن عرضيا".
حكم انتقالي
إلى ذلك، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور هشام مروة، إن التدخل الروسي في سورية أتى لدعم نظام بشار الأسد وحمايته من السقوط، تحت ضغط تقدم الثوار العسكري والسياسي في أكثر من منطقة.وأكد مروة في تصريحات إلى "الوطن"، أن الدور الروسي جاء مكملا للدور الإيراني في دمشق وداعما له، وأن سورية الآن تحت حكم روسي إيراني بمساعدة النظام.
وطالب مروة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بموقف حازم تجاه التدخل العسكري الروسي في سورية، مشددا على أن مكافحة الإرهاب لن تتم إلا بالتعاون مع الشركاء السوريين بقيادة جديدة وبهيئة حكم انتقالية.