واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياساتها القمعية بحق الفلسطينيين، حيث قمعت بالأمس مسيرة نظمها شبان، احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، حيث اعتقلت الشرطة عشرات منهم في مختلف مناطق الضفة الغربية.
وأوضحت مصادر مطلعة أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لتفريق مسيرة انطلقت من مخيم قلنديا بالضفة الغربية.
وعند الحاجز الموجود بين رام الله والقدس، اندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين مشاركين في المسيرة التي خرجت احتجاجا على استشهاد عدد من الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، والانتهاكات الإسرائيلية اليومية في القدس والمسجد الأقصى.
استهداف الأطفال
أما في بيت لحم، فقد أفاد شهود عيان بتوقف الحركة التجارية والتعليمية أمس بشكل تام، حدادا على استشهاد الطفل عبدالرحمن عبيدالله 13 عاما، من مخيم عايد برصاص الاحتلال، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات على مداخل المدينة تحسبا لاندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين في أعقاب تشييع جنازة الطفل.
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد أصدر أمس عددا من القرارات شملت هدم منازل منفذي العمليات، والدفع بأربعة آلاف شرطي إضافي إلى عمق الأحياء العربية في القدس الشرقية، والسماح لقوات الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة، وعدم فرض أي قيود على عمليات قوات الأمن، وملاحقة من تسميهم إسرائيل بالمحرضين على شبكات التواصل الاجتماعي.
في غضون ذلك، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن "تقسيم الأقصى أمر بعيد المنال ولا يمكن أن يتحقق"، معربا عن رفضه التصعيد العسكري والأمني وتطلعه إلى الحل السياسي، داعيا في الوقت ذاته إسرائيل إلى أن تعود إلى رشدها.
دعوة للسلام
ودعا عباس في مستهل اجتماع لحكومته، تل أبيب إلى طاولة المفاوضات وإيقاف الاستيطان، وقال "نقول لهم أوقفوا الاستيطان وتعالوا للمفاوضات، أطلقوا 30 أسيرا وافقتم على إطلاقهم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونحن مستعدون للمفاوضات". وأضاف "نحن جاهزون كذلك لبحث الاتفاقات التي نقضت منذ أوسلو وحتى الآن من قبل الجانب الإسرائيلي، ومتمسكون بالاتفاقات، لكن لا يمكن أن نبقى وحدنا متمسكين بها"، متوعدا بأن يقوم الفلسطينيون بما يملي عليهم واجبهم "إذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها".
وأردف "نحن لا نريد تصعيدا عسكريا وأمنيا بيننا وبينها، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا تتضمن أننا لا نريد التصعيد، وعلى إسرائيل أن تتوقف وتقبل اليد الممدودة إليها. نريد الوصول إلى حل سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا". في غضون ذلك، ذكرت مصادر أن قوات من الجيش والشرطة الإسرائيلية دمرت أول من أمس منازل عائلة الشهيدين غسان أبوجميل، ومحمد جعابيص في بلدة جبل المكبر، فيما أغلقت فرق الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي منزل أهل الشهيد معتز حجازي في بلدة الثوري بالقدس الشرقية بالأسمنت.