أثارت دراسة اقتصادية متخصصة نقاشا حول آلية حساب استهلاك الكهرباء ومقارنة الاستهلاك بين الدول، ما جعل الخبير الاقتصادي برجس البرجس يشخص وضع دراسات سابقة أدت إلى وجود معلومات متضاربة، في حين صنفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية استهلاك الكهرباء للفرد في المملكة ضمن المتوسط بين دول الخليج، والتي أتت نتائجها بناء على معايير دقيقة تحدد الاستهلاك الفعلي.



دراسة متخصصة

ووفقا للدراسة جاء استهلاك الفرد للكهرباء في المملكة أقل من نصف استهلاك الفرد في الكويت الذي بلغ معدل الاستهلاك للفرد الواحد 17 ألف كيلووات في الساعة، ونصف استهلاك الفرد في دبي الذي بلغ 13 ألف كيلووات في الساعة، بينما لم يتجاوز استهلاك الفرد في المملكة 7500 كيلووات في الساعة.

واعتمدت الدراسة على حساب معدل استهلاك الفرد في الوحدات السكنية، بعيدا عن مجموع الاستهلاك المحلي الذي يدخل ضمنه استهلاك الشركات والمصانع والمعامل العاملة على الكهرباء، فيما فندت عدد من الدراسات والأبحاث السابقة التي تحدثت عن تضاعف استهلاك الفرد للكهرباء في المملكة بعشرة أضعاف استهلاك الفرد في الدول الخليجية والعربية الأخرى.



مؤشرات الاستهلاك

أمام ذلك يرى الخبير الاقتصادي برجس البرجس أن عملية المقارنة بين استهلاك الفرد ضمن معدل الاستهلاك العام مقارنة خاطئة ومليئة بالعناصر المخالفة للمقارنة السليمة، وحدد ذلك بسببين رئيسيين، يتمثل الأول في أن متوسط استهلاك الكهرباء للفرد مؤشر ليس للمقارنة بين الدول والأفراد، بل يعطي دلالة عن الاستهلاك في المواصلات والكهرباء والصناعة في القطاع الحكومي والصناعي والتجاري والسكني، معتبرا أنه من الخطأ مقارنة بلد مليء بالمعامل النفطية والبتروكيماوية أو الصناعية ببلد ليس به نفط ولا صناعات بالحجم نفسه.

أما السبب الثاني فيعود وفقا للبرجس إلى أن استهلاك الكهرباء في القطاع السكني وغيره يعتمد على عوامل عدة مؤثرة، منها أن بعض الدول تميل للأجواء الحارة ستة أشهر في السنة، وبعضها ثمانية أشهر وبعضها أكثر وبحاجة لأجهزة التكييف بكثرة، وهناك دول قارسة البرودة ثلاثة أشهر في السنة وبعضها قد يصل إلى ستة أشهر أو أكثر وبحاجة إلى أجهزة التدفئة. وأيضا هذا الكلام ينطبق على مناطق ومدن مختلفة من الدولة نفسها.

 

الحساب الدقيق

وحدد البرجس الطريقة السليمة لقياس مؤشر الاستهلاك للكهرباء لتحديد هدر المواطن والمقيم  تتمثل في حساب متوسط استهلاك الفرد للكهرباء في القطاع السكني، مشيرا إلى أن الاستهلاك الأعلى للكهرباء في القطاع السكني بالعالم في دولة النرويج بمتوسط 7900 كيلووات في الساعة، تليها الولايات المتحدة بـ4650، وكل من السعودية وفنلندا بـ4400، والسويد وكندا بـ4300، وجميع هذه الأرقام بوحدة الكيلووات، مضيفا أنه حين تتم مقارنة استهلاك الفرد في النرويج بجارتيها فنلندا والسويد، فإنه يصل إلى الضعف بالرغم من أنهم يتشاركون في برودة الأجواء والبنية التحتية متشابهة ومستوى الوعي وثقافة الهدر لديهم عالية جدا، ولكن عندما نعلم أن النرويج تستخدم الكهرباء للتدفئة بينما فنلندا والسويد لا تستخدمانها للتدفئة، لنعلم أن المقارنة ليست عادلة.

 

المقارنة الصحيحة

ويرى البرجس بأن متوسط استهلاك الفرد للكهرباء في القطاع السكني ببعض الولايات الحارة بأميركا والمشابهة لأجواء المدن الكبرى بالمملكة كالرياض وجدة والدمام في الصيف والشتاء تستهلك أكثر من متوسط استهلاك الفرد في القطاع السكني بالسعودية والزيادة بين 27% و58% وهذه هي المقارنة العادلة بالرغم من أن أسعار الكهرباء في أميركا أغلى بكثير من السعودية.