هل كان يتخيل أو حتى يظن الفنان سعيد طرابيك وزوجته أن قرارهما الاقتران سيحدث تلك الضجة الإعلامية التي سادت كل الأوساط، فبدلا من أن يتلقى التهاني والتبريكات.. ويدخل بعروسته إلى "قفص الزوجية" وجد نفسه أمام سيل من اتصالات القنوات الفضائية والصحفيين، حتى بات ضيفا متنقلا على برامج التوك شو في مداخلات وحوارات؛ مدافعا عن قراره الارتباط بزوجة تقل عنه في العمر بما يزيد على 45 عاما.
الغريب في الأمر أن طرابيك وزوجته الفنانة سارة كانا في غاية السعادة والفرح وهما يتلقيان تلك المكالمات والمداخلات، دون أي انزعاج أو تأفف. كثير من الخبثاء قالوا إن طرابيك أراد أن يسوق نفسه عند المخرجين والمنتجين، بعد أن تم حصره في أدوار الأب والجد والأدوار الثانوية، والبعض الآخر أيضا من الخبثاء -وهذا هو المهم- تساءل عن مغزى تقدم فتاة في عمر أحفاد طرابيك إلى هذه الزيجة إن لم تكن هناك وعود بأدوار بطولة في انتظارها، وبالتأكيد سيكون الزوج هو المنتج، في إشارة إلى أنها زيجة "تبادل منافع!".
أقامت مواقع التواصل أفراحا موازية للفنان طرابيك شهدت كل أنواع التعليقات الساخرة التي نالت من الزواج بقفشات مثيرة.
ولأننا لم نعهد من الوسط الفني -بالتحديد- إعلان زيجاتهم على الملأ، فتقريبا معظم زيجات أهل الفن دائما ما تتم في السر حتى إذا ما تم الطلاق فكأن شيئا لم يحدث، وكثير من تلك الزيجات تعرف بعد رحيل أصحابها، مما يوحي بالفعل بأنه زواج على طريقة لاعبي الكرة "هات وخد".
نحن لا ندس أنوفنا فيما لا يعنينا، ولكن هذا هو حال الوسط الفني الحقيقي الذي يتشدق علينا في كل مناسبة بعباراته الممجوجة: نحن أصحاب رسالة، نحن القوة الناعمة للمجتمع، فهل غالبية أهل الفن يعيشون حالة فصام، وعدم اتساق مع النفس؟.. ما نبتغيه من أهل الفن أن تتناغم أعمالهم وأقوالهم مع أفعالهم.