بدايةً هنالك الكثير الكثير من التجارب العظيمة لمقيمين في السعودية، وجدوا في بيوتنا وأعمالنا كل الإخاء والمحبة، بعضهم قضى العشر والعشرين سنة، سائقاً أو عاملة منزلية، أو مزارعاً أو غير ذلك، ومع الألفة والمعاملة الطيبة والعادلة، لا يرغبون في العودة إلى بلدانهم. نعم هذا موجود وكثير، لكنه أيضاً يوجد وجهٌ آخر، ولا بد من الحديث عنه، فليس هناك ما هو أحقر من الجبروت على الضعفاء. قبل أيام نشرت الصحف ووسائل التواصل أنه تم ضبط الرجل الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يضرب عاملاً لديه بقطعة خشبية ضخمة، بسبب خلاف مالي بينهما. قبل أشهر أيضاً انتشر (فيديو) آخر لشخص من دولة مجاورة يضرب عاملة البيت بوحشية عجيبة، بينما أحد أفراد عائلته يقوم بـ(التصوير) وكأن الأمر تسلية منزلية! بالبحث في "يوتيوب" سيظهر كثير من المقاطع الشبيهة للأسف، صفعات في الوجوه، لكمات، جلد بالعصي، بصاق وشتائم. مع ملاحظة أن هذا ما خرج للعلن، والتقطته الكاميرا، وحتماً فإن ما خفي ليس قليلاً. هؤلاء الضعفاء الذين تركوا خلفهم أكواماً من اللحم والهموم والأحلام، وجاؤوا إلينا ظانين أنهم سيجدون جنة الدنيا، يستقبلهم بعض الهمج بمثل هذه الأفعال. الأمر ليس حكراً علينا في الخليج فحسب. تذكرون فيديوهات اللاجئين وأطفالهم في البلدان العربية وغير العربية. آخرها بكاء الطفل السوري، بعد ضربه قبالة مقهى في تركيا. الوحوش في كل مكان، ويا لهذه الفتوّات الرخيصة!