صعدت بريطانيا أمس من لهجتها ضد التدخل العسكري الروسي في سورية، وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه "لأن التدخل الروسي لا يهدف سوى لمساعدة نظام بشار الأسد الذي وصفه بأنه سفاح"، مؤكدا أن الغارات الروسية تزيد "من تعقيد الوضع".

من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سورية تستهدف تنظيم داعش، فيما تستهدف بقية الضربات فصائل المعارضة والمدنيين دعما لنظام الأسد.

وأضاف فالون في تصريحات صحفية أمس "تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين. إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل النظام".

يأتي ذلك في وقت شنت روسيا أمس، ولليوم الرابع على التوالي، غارات على مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، بينما قالت مصادر روسية إن الضربات استهدفت تنظيم داعش.

من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، نظيره الروسي إلى إعادة النظر في الضربات التي يشنها الطيران الروسي في سورية، متهما العسكريين الروس بإغفال سقوط عشرات المدنيين قتلى.

في الغضون، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تفكر في تقديم دعم لآلاف من مقاتلي المعارضة السورية، ربما بأسلحة وغارات جوية لمساعدتهم في طرد تنظيم داعش من جيب استراتيجي من الأراضي السورية يقع بمحاذاة الحدود التركية.


المسار السياسي

وفي سياق متصل، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، أن تدخل روسيا في سورية يقوّض أسس التسوية ومسار الحل السياسي، وفق ما قرره بيان مؤتمر جنيف1. فيما وصف عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جورج صبرة، محاولات بوتين لتأهيل نظام الأسد بأنها "عبثية"، لأن النظام "هو الذي استولد الإرهاب، واستورده من حزب الله الإرهابي، ومن الميليشيات الطائفية في العراق، والحرس الثوري في إيران، فضلاً عن تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى التي ظهرت كرد فعل على إرهاب النظام".

من ناحية ثانية، دعا الائتلاف السوري، حكومة روسيا للانصياع لإرادة المجتمع الدولي، والامتناع عن مواصلة الهجمات التي أسفرت حتى الآن عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال ونساء، مطالبا مجلس الأمن بتبني قرار واضح، يرغم روسيا على وقف عدوانها بحق الشعب السوري.


مقتل 39 مدنيا

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن 39 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سورية خلال الأيام الأربعة الماضية، مبينا أن العدد يتضمن فقط من جرى التأكد من مقتلهم.

وأضاف أن 14 مقاتلا قتلوا، بينهم 12 من تنظيم داعش في مدينة الرقة الشرقية، واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سورية.

من جهة أخرى، قالت قوة المهام المشتركة أمس إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت عشر ضربات ضد تنظيم داعش في سورية وقصفت أهدافا للتنظيم.