هي 3 زوايا نذهب إليها ونقف، ثم نقبع فيها طويلا. تأسرنا هذه الزوايا دائما. هذه الزوايا هي الخصوصية، والحالة الفردية، وجلد الذات. وقد لا يكون الإشكال في الزوايا ذاتها لكن في تفسيرها وتكييفها على أهواء بعضنا ممن جُبلوا على اتخاذ زاويةٍ ما ركنا يسلم به من الخوض في مجابهة الخلل، فيركن إليها متسلحا بقوتها الرنانة بين أوساط المجتمع.
أما الخصوصية فهي زاوية تحتكر الكثير من ممارساتنا داخل دائرة الوطن، ثم ما نلبث أن نكتشف أنها وهمٌ زجاجي لا حقيقة له حين نخرج ونتجاوز حدود الوطن في السفر، فلا تستغربوا أبدا من شاب متسكع في شوارع إحدى العواصم العربية يتفنن في الاصطياد والتحرش، ثم إن انتقد أحدهم تصرفا خاطئا لموظف في جهاز الهيئة انتفض وأزبد وأرعد وقال "إلا الهيئة يا ريبراري"!
وعندما نعرج على زاوية الحالة الفردية التي مهما انتشرت وفاحت رائحتها بفعل جنون وسائل التواصل الاجتماعي ننكرها ونصفها بغير اسمها، ونقول لا وألف لا، هي مجرد حالات فردية كالمصطافين في حدائق عواصم أوروبا! ولا يهون (أبو إرجيلة) بجوار برج إيفل بباريس!
أما الزاوية الثالثة الأشد سوءا والتي هي ملاذ المثاليين المأسورين خلف الزاويتين الآنف ذكرهما حين ينبرون مدافعين ومبررين للخطأ ويقمعون كل من يطأ بإصبعه على الجرح لينكأه ويخرج قيحه لينظفه، لكن هيهات أن يستوعبوا، بل يعاجلونك برميك بسهام من التُهم بأن تتخلى عن جلد الذات! مدعين المثالية بكل رعونة.
ولكل من يقبع خلف الزوايا الثلاث أقول: عودوا إلى الواقع وانظروا حولكم، وتكفيكم فقط نظرة عند إشارة المرور حين يقف أحدهم ويفتح باب سيارته ثم يبصق ويرمي بقايا (طفاية) السجائر، ثم يضع إصبعه في أنفه ويعزف عزفا منفردا.. هل هذا الكائن من زيلامسي مثلا؟!
أرجوكم أفيقوا.