كشفت مصادر محلية في تعز أن قوات تابعة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة، وصلت إلى المدينة، لدعم قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية في المواجهات الدائرة مع ميليشيات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن القوات وصلت مواقع الثوار في الوازعية بمحافظة تعز، وكرش المجاورة لها بمحافظة لحج. مضيفا أن وصول هذه التعزيزات يعني أن التحالف بدأ عمليا معركة استعادة المحافظة من براثن التمرد الحوثي، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة بدء المعركة.
خسائر التمرد
في سياق ميداني، دارت معارك شرسة بين الحوثيين وعناصر المقاومة في جبل المنصورة، حيث تمكنت المقاومة التي استفادت من التعزيزات الجديدة من إيقاع هزيمة كبيرة بالحوثيين، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح، بلغت 40 قتيلا و32 جريحا. وتزامنت الاشتباكات مع غارات عنيفة شنها طيران التحالف على مواقع الحوثيين في القرى الفاصلة بين محافظتي تعز ولحج.
وقال شهود عيان إنهم رأوا أطقما حوثية تنقل جثث القتلى والجرحى بعد المواجهات، وأضافوا أن مقاتلات التحالف شنت كذلك غارات عنيفة على مواقع التمرد في إدارة الأمن بالوازعية التي دخلتها ميليشيات الحوثي خلال اليومين السابقين، توطئة للتسلل إلى محافظة لحج، لكن طائرات التحالف قصفت تجمعاتهم وأوقعت كثيرا من القتلى والجرحى بينهم، ولا تزال تتعقب فلولهم، بمساعدة مقاتلي المقاومة الشعبية.
في غضون ذلك، دانت منظمات مدنية يمنية ممارسات التمرد العدوانية بحق السكان المدنيين في تعز، وقال وفد منظمات المجتمع المدني اليمني المشارك في الدورة الـ30 لمجلس حقوق الإنسان، التي عقدت أخيرا بمقر الأمم المتحدة في أن المدنيين يتعرضون إلى قصف عشوائي متواصل بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا.
تورط القيادات
وقال الوفد في بيان إن قيادة الجماعة المتمردة، ممثلة في رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، والقائد الميداني للميليشيات، أبوعلي الحاكم، الذي دانه قرار مجلس الأمن رقم 2216 يشرفان مباشرة منذ أيام على عملية القصف الذي تتعرض له الأحياء السكنية.
ودعا الوفد المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف تدمير مدينة تعز، التي تعاني من الحصار والقصف منذ خمسة أشهر، حرم فيها السكان من الغذاء والدواء والمياه، ولم يعد بمقدورهم النزوح خارج مناطق الصراع.
في سياق متصل، أكدت منظمة الصليب الأحمر عزمها مواصلة العمل في اليمن، رغم الأحداث التي لا تزال جارية، وقالت نائب رئيس اللجنة، كريستين بيرلي، خلال لقائها وزير حقوق الإنسان عزالدين الأصبحي "البعثة الدولية حريصة على العمل في اليمن بهذا الظرف الاستثنائي، وسنعمل على رفع ميزانية العمل في اليمن إلى 55 مليون دولار، بدلا من 35 مليونا، وسيصل رئيس البعثة إلى عدن قريبا.