حتى يتسنى للعلماء الحد من وقوع الانفجارات الخطيرة في أعقاب حوادث الطائرات والشاحنات فقد ابتكروا مادة يمكن إضافتها للوقود لمنع تكون سحب ضبابية دقيقة قد تصبح كرة لهب قاتلة عقب هذه الحوادث.

وقال الباحثون أول من أمس إنهم قاموا بتخليق "بوليمر" يمكنه أن يمنع تكون السحب الضبابية في الوقود بعد الحوادث من خلال جعل قطرات الوقود تسقط مثل المطر بدلا من أن تظل عالقة في الهواء.

وأضافوا أنه لكونها مادة تضاف إلى الوقود فإنها لا تقلل من طاقة المحرك أو كفاءته لكنها تمنع تكون مادة السناج "جسيمات الكربون الناتجة عن الاحتراق غير الكامل للهيدروكربونات".

الديزل والوقود

وتركز الدراسة على الديزل والوقود المستخدم في الطائرات وليس البنزين المستخدم في السيارات الذي يمثل مادة قابلة للانفجار. وقالت أستاذة الهندسة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جوليا كورنفيلد التي أوردت الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس" إنها تعتزم تجربة هذه المادة عند إضافتها للبنزين.واستشهدت كورنفيلد بحادث طائرة إسبانية وقع عام 2008 في مدريد حادت خلاله الطائرة عن مدرج الهبوط ونجا 18 شخصا فقط من بين 172 راكبا عقب انفجار خزان الوقود.

وأضافت أنه على الطرق فإن التحكم في هذه السحب الضبابية قد يقلل من الوفيات الناجمة عن حوادث التصادم بين الشاحنات والحافلات التي تنجم عنها كرات لهب مثل تلك التي حدثت قرب أورلاند في كاليفورنيا عام 2014 ما أودى بحياة 10 أشخاص.وأوضحت إنه ليس من الضروري منع السحب الضبابية تماما ولكن يكفي تحويل توزيع حجم القطرات من بضعة ميكرونات- الذي يعادل حجم خلية الدم- إلى 50 ميكرونا أي ما يعادل نصف قطر شعرة الإنسان.

والميكرون وحدة لقياس الأطوال تعادل جزءا من مليون جزء من المتر. وذكرت كورنفيلد إن هذه المادة ستصبح متاحة في الأسواق في وقود الديزل في غضون عامين وأنها ستضيف نحو ستة سنتات إلى سعر الجالون من الوقود.


البوليمر

 


"مركب كيميائي مكون من سلسلة كبيرة من الجزيئات، ذو وزن جزيئي مرتفع، مكون من وحدات جزيئية متكررة قد تكون عضوية أو غير عضوية أو عضوية معدنية، وقد تكون طبيعية كالمطاط، أو صناعية كاللدائن والراتنجات".





سحب ضبابية

 


"الشاحنات الكبيرة التي تعمل بوقود الديزل تستخدم خزانات تتسع لنحو 380 لترا، أي ما يمثل الطاقة الناجمة عن انفجار أكثر من ثلاثة أطنان من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، كما أن خزانات الطائرات تتسع لنحو 190 ألف لتر من الوقود بطاقة تتجاوز انفجار 1600 طن من مادة تي إن تي. وعند وقوع حوادث التحطم أو التصادم يتحول الوقود إلى سحب ضبابية دقيقة تتحول إلى كرة ضخمة من اللهب".

جوليا كورنفيلد